للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن السلطان أصرف على عمارة هذه القناطر نحوا من مائة ألف دينار. - وفيه توفى بدر الدين بن الكويز، وهو محمد بن سليمان بن عبد الرحمن بن داود بن خليل الشوبكى، وكان ريسا حشما، وولى عدة وظائف سنية، منها: معلم المعلمين، ونظر الخاص، وغير ذلك من الوظائف، ومولده سنة ثمان وعشرين وثمانمائة.

وفى رمضان كان ختم قراءة البخارى بالقلعة، وفرّقت الخلع والصرر على القضاة، وعلى مشايخ العلم، وكان قارئ الحديث الشريف برهان الدين بن الكركى إمام السلطان، فأخلع عليه ونزل من القلعة فى جمع حافل. - وفيه أمر السلطان بتجديد عمارة قبة الإمام الشافعى رحمة الله عليه، وكان الشادّ على عمارتها الخواجا شمس الدين بن الزمن.

وفيه كانت وفاة قاضى القضاة الحنفى شمس الدين الأمشاطى محمد بن أحمد بن حسن بن إسماعيل بن يعقوب العينتابى (١) الكجكاوى الحنفى، وكان عالما فاضلا بارعا فى علوم مذهبه، وافر العقل فكه المحاضرة، وناب فى القضاة مدّة طويلة، ثم ولى القضاء الأكبر وباشره بعفّة زائدة وحرمة وافرة، وحمدت سيرته، وامتاز على غيره من قضاة عصره، وصمّم على عدم حلّ الأوقاف فى أيامه، وجمع بين القضاء ومشيخة البرقوقية، وكان نادرة فى عصره؛ فلما توفى الأمشاطى تكلموا مع السلطان فيمن بلى القضاء عوضا عن الأمشاطى، فلم يوافق على أحد يوليه من أهل مصر، ثم أرسل خلف شخص من الشام يقال له شرف الدين موسى بن عيد ليلى القضاء، واستمرّ منصب قضاة الحنفية شاغرا إلى أن يحضر ابن عيد.

وفى شوال جاءت الأخبار من الرّها بوقع كاينة عظيمة طامّة، قتل فيها الأمير يشبك الدوادار، وانكسر العسكر قاطبة، وقتل الأكثر منهم، وكان سبب ذلك أن الأمير يشبك لما دخل إلى حلب، كان صحبته نائب الشام، ونائب حلب، ونائب حماة، ونائب طرابلس، والعسكر المصرى والشامى والحلبى وغير ذلك من العساكر، فلما استقرّ بحلب بلغه أن سيف أمير آل فضل الذى خرج بسببه قد فرّ وتوجّه إلى


(١) العينتابى: العنيتابى.