للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقرّر فى التكلم فيها مجد الدين بن البقرى. - وفيه قرّر جانم دوادار الأمير يشبك فى كشف أسيوط، عوضا عن قرقماس الأعور، فاستعفى جانم من ذلك، واستقرّ بها سيباى كما سيأتى ذكر ذلك فى موضعه، وطلب قرقماس للسفر صحبة يشبك.

وفى سلخ هذا الشهر كانت وفاة شيخ مذهب الشافعية بمصر الشيخ سراج الدين عمر ابن حسن بن حسين الشافعى العبادى، وكان عالما فاضلا بارعا فى العلوم مفتيا، وصار أحفظ أهل زمانه بمذهبه بمصر، وكان متطرّح النفس جدا، وولى عدة وظائف سنية، منها: نظر الأحباس، ومشيخة خانقاة سعيد السعداء، وغير ذلك من الوظائف، ومولده سنة إحدى وثمانمائة. - وفيه نودى بأن تكون معاملة الفضة بالميزان، وكانت قد خفّت جدا.

وفى ربيع الآخر خرج الأمير يشبك إلى التجريدة من غير تطليب، وكان عليه خمدة زائدة، فتفاءل الناس بأنه لا يعود إلى مصر أبدا، وكذا جرى، وصار الناس يقولون خرج لسيف فكان هذا فألا عليه. - وفيه قرّر جانم الأعرج السيفى حانى بك نائب جدّة فى نيابة حماة، عوضا عن أزدمر قريب السلطان.

ومن الحوادث أن السلطان برز أمره إلى سيباى كاشف الوجه القبلى، بأن يقطع رأس أزدمر الإبراهيمى الطويل الأينالى، الذى كان حاجب الحجاب وتغيّر خاطر السلطان عليه فنفاه إلى مكة، ثم نقله بعد مدّة من مكة إلى أسيوط، فأحضر من على جهة القصير وسجن بأسيوط، وكان بينه وبين الأمير يشبك عداوة، وقصد أزدمر قتل يشبك غير ما مرّة، بل وقتل السلطان أيضا، فلما برّز الأمير يشبك خامه بالريدانية، عند سفره إلى تجريدة سيف أمير آل فضل، أرسل يشبك يقول للسلطان ما أرحل من هنا حتى تقطع رأس أزدمر الطويل وتجئ إلىّ، وبقى عدّة أيام لا يرحل وهو فى انتظار ذلك، فأرسل السلطان يوسف النوّام، الذى كان والى قوص، إلى سيباى كاشف الوجه القبلى بقطع رأس أزدمر الطويل، فتوجّه إليه فى الخفية إلى أسيوط وعلى يده مرسوم السلطان إلى سيباى بقطع رأس أزدمر، فحزّت رأسه بأسيوط ووضعت فى علبة وأحضرت إلى بين يدى السلطان، فنظر إليها ثم أرسلها