لسيف، وكان الأمر كذلك، وراح أكثر الأمراء والعسكر على السيف، كما سيأتى الكلام على ذلك فى موضعه، فكان كما قيل فى المعنى:
لا تنطقنّ بما كرهت فربّما … نطق اللسان بحادث سيكون
وقال آخر:
احفظ لسانك أن تقول فتبتلى … إنّ البلاء موكل بالمنطق
وكان الأمير يشبك له غرض تام فى سفره إلى ديار بكر، وقد سأل السلطان فى ذلك بنفسه، والسبب فى ذلك أن الأمير يشبك كان قد وقع بينه وبين جلبان السلطان بسبب جانم الشريفى قريب السلطان، وقد اتّهم به أنه أشغله، فصار مع الجلبان فى تهديد، وقصدوا قتله غير ما مرّة، فحسّن له بعض الأعاجم بأن مملكة حسن الطويل سايبة، والعسكر مختلف على ابنه يعقوب، ومتى حاربتهم لا يقووا على محاربتك ويسلموك مملكة العراق قاطبة؛ فانصاع الأمير يشبك إلى هذا الكلام، وسأل السلطان فى السفر بنفسه، حتى يجعل الله لكل شئ سبب لينفذ القضاء والقدر، فكان كما قيل فى المعنى:
أتطمع من ليلى بوصل وإنما … تقطّع أعناق الرجال المطامع
فلما عيّن السلطان الأمراء عرض بعد ذلك الجند وكتب منهم نحوا من خمسمائة مملوك، وكان الأكثر منهم من طائفة الأينالية، فلما عرضهم نفق عليهم وأمرهم بسرعة التجهيز والخروج صحبة الأمير يشبك، فبلغت النفقة عليهم فى هذه الحركة زيادة على المائة ألف دينار. - وفيه أخلع على الأمير تغرى بردى ططر أحد المقدّمين، وقرّر فى أمرة ركب المحمل، وقرّر يشبك من حيدر والى القاهرة فى أمرة الركب الأول. - وفيه توفى السيد الشريف زين العابدين القادرى، وهو محمد بن محمد بن على بن على ابن حسين القرشى الهاشمى السنجارى الحنبلى، وكان ريسا حشما فى سعة من المال، كثير التواضع حسن الملتقى.
وفيه أخلع السلطان على قانصوه خمسمائة دوادار الأمير يشبك، وجعل له التحدّث فى الأستادارية إلى أن يعود أستاذه، فاستعفى من ذلك وأظهر السفر صحبة أستاذه،