للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وترحّب به، وأخلع عليه وعلى ولده، ونزل من القلعة فى موكب حافل، ومعه الأمير يشبك الدوادار، وتانى بك قرا، وآخرون من الأمراء، فنزل فى داره التى بالجسر الأعظم عند والدته.

وفى جمادى الأولى فى ثالثه كان وفاء النيل المبارك، وقد أوفى فى تاسع عشرين أبيب القبطى، وكسر فى آخر يوم من أبيب فعدّ ذلك من النوادر، فلما أوفى توجّه الأتابكى أزبك وفتح السدّ على العادة، وكان يوما مشهودا؛ ثم بعد يومين من كسره زاد النيل عشرين أصبعا، فغلق الذراع السابع عشر وستة أصابع من الذراع الثامن عشر، فعدّ ذلك من النوادر الغربية. - وفيه أخلع السلطان على ألماس الأشرفى، وقرّر فى شادية الشراب خاناه، وقرّر بيبرس الرجبى قريب السلطان فى أستادارية الصحبة، عوضا عن ألماس.

وفيه سافر السلطان إلى ثغر الإسكندرية، وهى السفرة الثانية، فتوجّه من البحر فى عدّة مراكب كثيرة، وكان سبب توجّه السلطان من البحر لعدم الطريق من كثرة ماء النيل على افتراش الأراضى، وكان معه من الأمراء: الأتابكى أزبك، ويشبك الدوادار، وخاير بك من حديد، والأمير أزبك اليوسفى الخازندار أحد المقدّمين، وآخرون من الأمراء المقدّمين، وعدّة وافرة من الأمراء الطبلخانات والعشرات، والجمّ الغفير من الخاصكية ومن المماليك السلطانية، وكان معه من المباشرين: القاضى كاتب السرّ ابن مزهر، وغيره من أعيان المباشرين، وكان معه الشهابى أحمد بن العينى، وسيدى منصور بن الظاهر خشقدم، وغير ذلك من الأعيان، فكان له ببولاق يوم مشهود عند نزوله إلى البحر.

وكان سبب سفر السلطان إلى الإسكندرية فى هذه المرّة لأجل البرج الذى أنشأه هناك وقد انتهى العمل منه، فتوجّه إليه ليرى هيئته؛ فلما دخل مدينة الإسكندرية لم يوكب بها مثل أول مرّة، ولا حملت القبة والطير على رأسه، فلما نزل بالمخيم مدّ له نائب الإسكندرية مدّة حافلة، ثم توجّه إلى رشيد، وكشف على