للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفاز بتاريخ ما فرح به ملك … قبله ونال قصده وبيّض ثناه

أهل الفضايل والعلوم ورّخوا (١) … وكل واحد فى الكتابه ذهب

يكتب تواريخ الملوك بالمداد … إلاّ لقايتباى كتب بالذهب

هو فارس الإسلام وليث الوغا … وفهلوان الحرب مبدى العجب

وخالقه علاّ مقامه الشريف … على الملوك وانشاه ومن ما يراه

وكل ذا فى اللوح قديم فى الأزل … خطّو القلم جلّ الذى قد يراه

تاريخ سنة اثنين جماد الأخير … تلى ثمانين مع ثمان من مئين

من هجرة الهادى … خير النبيين سيّد المرسلين

تجهّز السلطان يريد السفر … وأخفا عن العسكر خرج فى اربعين

وفّر لبيت المال خزاين ذهب … ما يحصروها من قلم مع دواه

ورّيح العسكر وكم من ضعيف … كان التخلّف فى بلاده دواه

لأجله الدوادار الكبير قد برز … أمره بتوسيع الطريق المضيق

وكشف أبواب المساجد وما … بين المدارس كان على غير طريق

وصلّح الأبواب وشى بيّضه … وأخلع على واحد مشدّ الطريق

ووكّله بالقاهرة كل يوم … بقى يدور راكب وفى إيده عصاه

ويأمر الناس بالبياض والدهان … طاع الجميع أمره ولا حد عصاه

صارت مدينتنا عروس للملك … وذا عجب كيف العريس هو الولى

ونقّشوها بالدهان فى البياض … وأضحت عروسه بالطراز تنجلى

ومدّت المدّات نهار الفرح … وزيّنوها بالحلا والحلى

وبان لها سيقان عواميد رخام … جلاهم الصانع ونعّم جلاه

ودقّت الكوسات نهار الدخول … وكان دخوله فى المواكب جلاه


(١) ورخوا، يعنى: كتبوا التاريخ.