ومن حلب عدّى يروم الفراة … فأسقى الخيول من ماه وربّو حماه
فى مصر فرسان أربعين بالعدد … لدورة المحمل يسوقوا الجياد
ورعبهم ساكن قلوب الملوك … يردّوا الخارج وأهل العناد
فى ذا العدد راح الملك وافتخر … بهم على ساير ملوك البلاد
وخو سوار لاقاه وفى صحبته … ولد حسن بك بالخدم ما أباه
وأخلع عليه اطمنّ وأخلع على … ولد حسن خلعه وشتّت أباه
كامل مظفّر بالعدا لم يزل … تجرى دماهم من حسامه نهر
خرج لتطمين العباد فى البلاد … فكم شكر عادل وظالم نهر
إمامنا الأعظم مليك الزمان … بالعدل فى هذا الوجود اشتهر
كشف على النوّاب فمن حاف وجار … أنكر عليه فعله وبالعزل جاه
ومن رآه عادل وفعله حسن … خلع عليه واعطاه منازل وجاه
هذا الملك صالح وسرّه ظهر … لا شك فى أنّه قطب فى الدايره
لما خرج فى الاربعين خلتهم … بدر الدجا حوله نجوم زاهره
لهم منازل كل حدّ منزله … شى للرصد شانه وشى سايره
كشف بلاده واعتبر أهلها … واحد رفع قدره وآخر سماه
وطلعته فاقت شموس الضحا … وأخفت البدر المنير فى سماه
لما دخل للشام توعّك وكان … من الهوا والشرب من ما العيون
فقلت كادت عين تصيبه فكان … توعّكه حرزه لدفع العيون
وربّنا عافاه وجبه لنا (١) … سالم وقرّت به جميع العيون
ومهّد الدنيا وأن يعدلوه … أن ينثنى عزمه الشديد ما ثناه
(١) وجبه لنا، يعنى: وجاء به إلينا.