للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مشهود، وكان دخوله من باب رشيد فإنه كان فى تروجة، وتوجّه من هناك إلى الإسكندرية، فأقام بها ثلاثة أيام وعاد إلى القلعة.

ثم توجه بعده للإسكندرية الملك الناصر فرج بن الظاهر برقوق، فى سنة أربع عشرة وثمانمائة، فلما دخلها كان له بها يوم مشهود، فوقف له بعض تجار المغاربة بقصّة يشكو فيها من ظلم القبّاض لهم، فأبطل ما كان يؤخذ منهم من الثلث إلى العشر، فارتفعت له الأصوات بالدعاء، وعدّ ذلك من محاسن الناصر فرج، انتهى ذلك.

ومن هنا نرجع إلى أخبار الأشرف قايتباى، فلما نزل بالمخيم مدّ له هناك قجماس نائب الإسكندرية مدّة حافلة، ثم أخلع على الملك المؤيد ونائب الإسكندرية، ورجعا إلى دورهما وصحبتهما الأمراء قاطبة؛ فأقام هناك ثلاثة أيام، ولعب بالكرة فى الفضاء، ولعب معه الملك المؤيد والأمراء الذين توجّهوا معه، ودخل عليه من تجار الإسكندرية تقادم حافلة؛ ثم إنه توجّه إلى نحو مكان المنار القديم الذى كان بثغر الإسكندرية، ورسم بأن يبنى على أساسه القديم برجا، فبنى به برجا معظما، وهو الموجود الآن كما سيأتى الكلام على ذلك فى موضعه؛ ثم إن السلطان رحل عن الإسكندرية وتوجّه إلى نحو إدكو ودمنهور وغير ذلك من البلاد الغربية، وانشرح السلطان فى هذه السرحة إلى الغاية، واستمرّ يرحل من مكان إلى مكان على سبيل التنزّه نحوا من أربعين يوما حتى عاد إلى القلعة، فلما عاد من هذه السفرة طلع من بين الترب، ولم يشقّ من القاهرة، ولم يوكب عند طلوعه إلى القلعة.

ومن الحوادث فى غيبة السلطان جاء قاصد من عند قراجا الطويل نائب حماة، وأخبر أن أهل حماة ثاروا على النائب ورجموه وأخرجوه منها، وقتلوا دواداره وأحرقوه بالنار بسبب ظلمه وعسفه فى حقّ الرعية؛ فلما بلغ السلطان هذا الخبر عيّن من هناك خاصكيا لكشف الأخبار، ليرى من هو الظالم من المظلوم.

وفيه حضر قاصد من مكة وأخبر بنزول صاعقة عظيمة عند باب السلام، فاحترق منها عدة أماكن؛ وأخبر بوفاة قاضى القضاة المالكية بمكة، وهو محمد