للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقدّامه الأمراء بالشاش والقماش، وخرج طائفة اليهود والنصارى بأيديهم الشموع الموقدة، وشقّ من القاهرة، وكان له يوم مشهود، حتى طلع إلى القلعة. - وفيه كان ختان بدر الدين بن القاضى كمال الدين ناظر الجيش، وكان له مهمّ حافل. - وفيه توفى القاضى محيى الدين الطوخى، أحد نواب الشافعية، وهو عبد القادر بن محمد بن محمد القاهرى الشافعى، وكان عالما فاضلا وجها عند الناس، ناب فى القضاء مدّة طويلة وحمدت سيرته، وكان لا بأس به. - وفيه توفى السيد الشريف أمير جان تاجر المماليك، وكان ريسا حشما فى سعة من المال، وكان وجها عند الملوك والسلاطين، وجلب غالب أمراء عصرنا، وصاروا يعرفون بالشريفى إلى الآن.

وفيه حضر مهنا بن عطية إلى بين يدى السلطان، وقد بعث إليه بمنديل الأمان، وكان رأس العربان المفسدين، وقد أعيى أمره الكشاف ومشايخ العربان ولم يقدروا على تحصيله، فترامى مهنا بن عطية على أحمد بن طفيش، حتى قابل به السلطان، وأخلع عليه خلعة الرضى، ودخل تحت طاعة السلطان. - وفى أواخره توفى جانى بك الأشقر الدوادار، أحد خواص السلطان، وكان ريسا حشما عارفا سيوسا، توجّه إلى الحجاز أمير حاج غير ما مرّة، وكان مقرّبا عند السلطان، وكان أصله من مماليك قانى باى فرفور، واتصل بخدمة جماعة من الأمراء، ثم خدم الأشرف قايتباى من حين كان أمير طبلخاناه إلى أن بقى سلطانا، وأنعم عليه السلطان بأمرة عشرة، وكان فى سعة من المال. - وفيه توفى شاهين الفقيه الزينى، وكان من أعيان الخاصكية محمود السيرة، دينا خيرا لا بأس به.

وفى رمضان أخلع السلطان على الأمين لاجين الظاهرى أمير مجلس، وقرّر أمير ركب المحمل، عوضا عن جانى بك الأشقر المتوفى، وكان قرر أمير ركب المحمل قبل موته. - وفيه وصل دولات باى المحوجب، وكان قد أسر عند حسن الطويل، فأطلقه وأخلع عليه. - وفيه توفى سيباى أمير آخور ثالث، وكان ولى حاجب ثانى، وأصله من مماليك الظاهر جقمق، وكان يعرف بسيباى من يخشباى، وكان لا بأس به.