للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تحت الكرمة التى بالحوش، فمات لوقته، فأحضر له تابوت وأنزلوه إلى داره، ودفن من يومه، وكان دينا خيرا لا بأس به.

وفى ربيع الأول عمل السلطان المولد النبوى وكان حافلا، وحضر القضاة الأربعة، وأعيان الناس من الأمراء وغيرهم. - وفيه أخلع على القاضى تاج الدين ابن المقسى وأعيد إلى نظر الخاص، وقد نسى العلقة المقارع التى دخلت فى أجنابه، وانفصل عنها بدر الدين ابن كاتب السرّ ابن مزهر. - وفيه أخلع على الأمير أزدمر الإبراهيمى الطويل، وقرّر فى حجوبية الحجاب، عوضا عن تمر بحكم وفاته. - وفيه قرّر فى الحجوبية الثانية سيباى الظاهرى، الذى كان أمير آخور ثالث، وقرّر الأمير أزدمر المسرطن فى الخازندارية الكبرى، عوضا عن أزبك اليوسفى بحكم انتقاله إلى تقدمة ألف. - وفيه توفى الأمير يشبك جبس من آقبردى الأشرفى أحد العشرات، وكان دينا خيرا لا بأس به.

وفى ربيع الآخر أخلع السلطان على الشيخ برهان الدين بن الكركى الإمام، وقرّر فى مشيخة المدرسة الأشرفية، عوضا عن الشيخ أمين الدين الآقصراى بحكم وفاته. - وفى هذا الشهر أشيع بين الناس أن السلطان يقصد السفر والخروج بنفسه إلى البلاد الشامية، فنزل إلى الميدان الكبير الذى بالناصرية، وعرض هناك خيول الدشار، ثم توجّه إلى بولاق ونزل فى بيت شرف الدين الأنصارى الذى ببولاق، فأضافه الأنصارى هناك ضيافة حافلة، وكان الأنصارى أنشأ غرابا تحت داره، فنزل السلطان فيه وتوجّه إلى شبرا، ثم عاد قريب المغرب وطلع إلى القلعة. - وفيه فى ثانى عشر مسرى كان وفاء النيل المبارك، ونزل الأتابكى أزبك وفتح السدّ على العادة، وكان له يوم مشهود.

وفيه جاءت الأخبار من حلب بأن محمد أغرلوا بن حسن الطويل قد وقع بينه وبين أبيه، وقد بعث يستنجد بنائب حلب على أبيه، فجهّز نائب حلب معه جماعة من عساكر حلب، وعليهم أينال الحكيم أتابك حلب، وجامم السيفى جانى بك نائب جدّة، وكان يومئذ نائب البيرة، وعيّن دولات باى المحوجب وآخرين من أمراء