للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعدم جواز الهدم وأنها تعاد على ما كانت عليه، فوقع فى المجلس القال والقيل بين العلماء، وكثر الخباط، وانفضّ المجلس على غير طائل؛ فأمر السلطان بعقد مجلس آخر فى دار يشبك الدوادار، وكان السلطان مائلا إلى عدم هدم الكنيسة وإعادتها إلى ما كانت عليه، وقد مال جماعة من العلماء مع غرض السلطان، وحكم بإعادتها على ما كانت عليه، ووقع بين قاضى القضاة المالكى اللقّانى وقاضى الجماعة ما لا خير فيه، وكذلك الشيخ سراج الدين العبادى والجوجرى، ومما هجى به السراج العبادى لبعضهم:

أيا سراج اليهود طرا … ومن لدين العزيز أفتى

عصبة أهل الكتاب قالوا … لن ترض عنك اليهود حتى

وقيل فى قاضى الجماعة من جملة أبيات فى ذلك المعنى:

تفتى بعود كنيس يا مغربى … ما أنت إلاّ … (١)

انتهى ذلك. - وفيه توفى الأمير أينال الأشقر اليحياوى الظاهرى، أمير سلاح، وكان أميرا جليلا، شجاعا بطلا، وكان ظالما غاشما عسوفا، كثير الإسراف على نفسه، وكان عنده كرم زائد مع اتضاع، وأصله من مماليك الظاهر جقمق، وولى عدّة وظائف سنية، منها ولاية القاهرة، ونيابة ملطية، ونيابة حلب، ورأس نوبة النوب، وأمرة السلاح، وغير ذلك من الوظائف، وكان فى أواخر عمره ظهر عليه جذام وبرص فاحش جدا. - وفيه قرّر يشبك قرقاش الأشرفى فى نيابة دمياط.

وفيه توجّه السلطان إلى نحو الطرانة، وكان معه الأتابكى أزبك، فأقام هناك أياما وعاد. - وفيه قرّر مغلباى سرق الأشرفى فى حجوبية الحجاب بحلب، عوضا عن دولات باى النجمى، بحكم انتقاله إلى حجوبية الحجاب بدمشق. - وفيه فرّ من سجن الديلم شخص من عربان بنى حرام، يقال له عمر بن معروف، وفرّ من سجن القاعة أيضا شخص يقال له محمد بن زامل، وفرّ من سجن المقشرة أيضا شخص يقال له ابن صالح، الكل فرّوا فى مدّة يسيرة من هذا الشهر.


(١) … : بياض فى الأصل.