وفيه جاءت الأخبار بوفاة يلباى العلاى الظاهرى، نائب صفد، وكان لا بأس به، وولى نيابة الإسكندرية، ثم نيابة صفد ومات وهو فى عشر الستين.
وفى شعبان توفى بكتمر البواب الأبوبكرى الأشرفى، وكان لا بأس به. - وفيه نزل السلطان إلى الأصطبل وحكم به، وصار كاتب السرّ يجلس بين يديه على دكة لأجل قراءة القصص؛ فجاء شخص وشكى يشبك الدوادار وهو واقف بين يدى السلطان، فأمره أن ينزل ويقف بإزاء خصمه حتى ادّعى عليه؛ وحضر آخر وشكى جانى بك الفقيه ففعل به كذلك. - وفيه توفيت خوند بدرية ابنة الأشرف أينال، وكانت لا بأس بها، وتركت عدّة أولاد ذكور وإناث. - وفيه وصل قاضى القدس وهو فى الحديد، ومعه جماعة من أعيان أهل القدس وهم فى الحديد، بسبب هدم كنيسة هناك، وقد ثار بسبب ذلك شرّ كبير بين العلماء، وكتبت عدّة فتاوى بسبب تلك الكنيسة، وصار يفتى بعضهم بالهدم، وبعضهم بالإبقاء.
وفيه هجم طائفة من العربان المفسدين على جماعة من الناس فى أثناء طريق المنية، واستمرّوا يعرّون (١) الناس من المنية إلى قنطرة الحاجب، وكان ذلك بعد العصر، وكان أوان الربيع، فسلبوا أثواب المتفرّجين، وطلعوا من على قناطر الأوزّ، وخرجوا إلى الفضاء، وكانوا نحوا من عشرين خيّالا؛ فكان من جملة ممن سلبوه من أثوابه، شخص من الأمراء العشرات يقال له كسباى المغربى، وكان راجعا من طريق المنية، فأخذوا سلاريه من عليه. - وفيه توفى قانى بك الأزدمرى الحاجب الثانى، وكان قد شاخ وبلغ من العمر نحو تسعين سنة. - وفيه عرض السلطان من فى السجون، فأطلق منهم أربعة أنفار لا غير، وأعاد البقية إلى السجون.
وفى رمضان صعد القضاة ومشايخ العلم للتهنئة بالشهر، فأمر السلطان بعقد مجلس بين يديه، بسبب كنيسة اليهود التى هدمت بالقدس، فأفتى الشيخ أمين الآقصراى بجواز هدمها، وكذلك شمس الدين الجوجرى، وزين الدين الأبناسى، وأفتى الشيخ سراج الدين العبّادى، وقاضى الجماعة القلجانى المغربى المالكى، وآخرون من العلماء،