للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه جاءت الأخبار بهلاك صاحب قبرس، وهو جاكم بن جوان بن جينوس الكيتلانى، وكان من أعيان ملوك الفرنج، وهذا هو الذى حضر إلى الديار المصرية فى دولة الأشرف أينال، وكان شابا حسنا فى شكله؛ فلما هلك تولّت من بعده أخته. - وفيه جاءت الأخبار بأن ابن عثمان بعث عسكر المحاربة حسن الطويل، فكسر عسكر حسن الطويل، فسرّ السلطان لهذا الخبر.

وفيه توفى الأمير يشبك الفقيه من سلمان شاه المؤيدى، الذى كان دوادارا كبيرا فى دولة الظاهر خشقدم ثم نفى إلى دمياط، ثم شفع فيه وعاد إلى القاهرة وأقام بها بطالا حتى مات، وكان دينا خيرا وله اشتغال بالعلم، وكان قد شاخ وكبر سنّه وقاسى شدائد ومحنا، ومات ولده يحيى قبله بمدّة يسيرة وغصّ عليه، وكان ولده شابا حسنا مليح الشكل، مشهورا بالفروسية، وقد تقدّم ذكر ذلك. - وفيه توفى القاضى زين الدين عبد القادر بن عبد الرحمن بن الجيعان، وكان ريسا حشما كثير العشرة للناس، ومات وهو فى عشر الخمسين، وكان مولده سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة.

وفى ربيع الآخر أطلق السلطان رستم أمير حاج العراقى، وأطلق القاضى الذى صحبته، وأخلع عليهما وبعث بهما إلى بلاد حسن الطويل ترضّيا لخاطره، وقد أشار بذلك الأمير يشبك الدوادار.

وفى جمادى الأولى جاءت الأخبار بوفاة برسباى الشرفى أستادار الصحبة، الذى توجه قاصدا إلى ابن عثمان، وكانت وفاته بحلب، وكان لا بأس به فى ذاته. - وفيه أخلع السلطان على ألماس الأشرفى أحد خواصّه، وقرّر فى أستادارية الصحبة، عوضا عن برسباى الشرفى بحكم وفاته، وعيّن قاصدا إلى ابن عثمان، عوضا عن برسباى الشرفى.

وفيه أخلع على جانى بك الأشقر الدوادار، وقرّر فى أمرة الحاج بركب المحمل؛ وأخلع على قانصوه خمسمائة الخاصكى أحد مماليك السلطان، وقرّر فى أمرة الركب الأول، وقانصوه هذا هو الذى تسلطن فيما بعد، وجرى له ما جرى. -