أيها العسكر الذى سار قصدا … لقتال الطويل لا تنظروه
لا تطيلوا مع العدوّ كلاما … فى وغى الحرب والطويل اقصروه
وقال محمد بن شادى خجا:
عروس الحرب نقّطها المواضى … بأرواح الأعارب والأعاجم
وقد جليت وفى يدها سوار … وها حسن لكفّ الحرب خاتم
وقوله أيضا:
أيا حسن الطويل قصرت عمرا … وفاتتك المعالى والمغانم
سوار قد سبكناه ابتداء … وأنت بناره للسبك خاتم
وفى هذا الشهر كسفت الشمس كسوفا عاما، وأظلمت الدنيا، واستمرّت فى الكسوف نحوا من ثلاثين درجة. - وفيه قدم قاصد من عند ابن عثمان ملك الروم، وقد أتى من جهة البحر الملح، فأكرمه السلطان، وأحضر صحبته مكاتبة حسن الطويل إلى بعض ملوك الفرنج، بأن يمشوا على ابن عثمان وسلطان مصر من البحر، وهو يمشى عليهم من البرّ، وقد ظفر هذا القاصد بقاصد حسن الطويل وهو قاصد نحو بلاد الفرنج، فقبض عليه فى أثناء الطريق، وهو فى مركب، وأسره؛ ثم إن القاصد أقام بمصر أياما، وأضافه السلطان، وأذن له بالسفر، وأخلع عليه؛ ثم إن السلطان عيّن دولات باى حمام الأشرفى بأن يتوجّه قاصدا من عند السلطان إلى ابن عثمان.
وفى ذى الحجة تغيّر خاطر السلطان على الأمير خاير بك من حديد الأشرفى، وأمره بلزوم داره، وهذه الكاينة الأولى التى وقعت له، ثم جرى عليه بعد ذلك ما هو أعظم من ذلك، فأقام بداره أياما لا يركب، ثم بعث السلطان خلفه إلى ضرب الكرة، فلما طلع إلى القلعة وضرب الكرة، فاتفق أن صولنجان