للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على جماعة من عسكر حسن الطويل وكسر جاليشه، فسرّ السلطان لهذا الخبر.

وفيه وصل إلى القاهرة من بلاد الجركس أخت السلطان، واسمها جان تين، ومعها ولد لها، فصعدت إلى القلعة فى محفّة وحولها الخدام، وحضر معها عدّة نساء جراكسة. - وفيه رحل الأمير يشبك هو والعسكر من الريدانية، وكان مصروف السلطان على هذه التجريدة فيما نفقه على العسكر الذى توجّه للسفر، مبلغ أربعمائة ألف دينار وعشرين ألف دينار، خارجا عن أشياء كثيرة بعث بها إلى الأمراء؛ فلما رحل الأمير يشبك إلى الخانكاه، نزل إليه السلطان ووداعهه هناك واجتمع به فى خلوة، وعرض عليه مكاتبة حسن الطويل التى بعث بها إلى نائب الشام.

وفى شعبان ثارت جماعة من المماليك الجلبان على شرف الدين بن كاتب غريب، وكان متكلما فى الوزر والأستادارية عن الأمير يشبك، فتوجّهوا إلى داره وكسروا أبوابه، فهرب واختفى؛ وكانت هذه أول حوادث الجلبان فى الفتك، واستمرّت الحوادث منهم تتزايد حتى كان منهم ما سنذكره فى موضعه. - وفيه حضر قاصد نائب حلب، وأخبر أن نائب حلب قبض على عثمان بن أغلبك، وشخص آخر كان أستادارا على تقدمة حسن الطويل التى كانت بحلب، وقبض على جماعة آخرين نحو من أربعين نفرا، وقد نسبوا كلهم إلى المواطأة مع حسن الطويل، ويكاتبونه (١) بأخبار المملكة، فأمر نائب حلب بشنقهم أجمعين، فشنقوا بحلب.

وفى هذا الشهر هلك بطرك النصارى الملكية، وهو فخر بن الصفى، وكان فى النصارى لا بأس به. - وفيه كانت وفاة الشيخ فخر الدين المقسمى، وهو عثمان ابن عبد الله بن عثمان بن عفان الشافعى، وكان من أعيان علماء الشافعية، وكان عالما فاضلا بارعا فى الفقه، دينا خيرا وافر العقل، وذكر بأن يلى القضاء الأكبر غير ما مرّة، وولى عدّة تداريس جليلة؛ منها مشيخة الحديث بالشيخونية، وكان قد جاوز الستين سنة من العمر؛ فلما مات قرّر فى مشيخة الحديث بالشيخونية شيخنا جلال الدين الأسيوطى، عوضا عن الفخر المقسمى.


(١) ويكاتبونه: ويكاتبوه.