وفيه جاءت الأخبار من حلب بأن عسكر حسن الطويل قد استولى على كختا وكركر، وبعث مكاتبة مكتوبة بماء الذهب إلى شاه بضاغ صاحب الأبلستين، بأن يسلم إليه القلاع التى حوله ولا يخرج عن طاعته، وأرسل له فى المكاتبة ألفاظا مزعجة بما معناه: ﴿أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾، ثم هدّد فى مكاتبته بأن متى خالفه يحصل عليه منه ما هو كيت وكيت.
فأرسل بضاغ المكاتبة للسلطان، فلما قرأها وعلم ما فيها انزعج لذلك وتأثّر، ثم عيّن الأمير يشبك الدوادار باش العسكر، وعيّن تجريدة أعظم من الأولى التى عيّنها قبل ذلك، فعيّن بها من الأمراء المقدّمين: يشبك الدوادار، وأينال الأشقر، وبرسباى قرا، ومن الأمراء الطبلخانات والعشرات عدّة وافرة، وكتب من الجند فوق الألفين (١) مملوك، ثم نفق عليهم وأخذوا فى أسباب الخروج إلى السفر؛ فخرجت التجريدة الأولى قبل ذلك، وكان باش عسكرها جانى بك قلقسيز أمير سلاح، ومن معه من الأمراء، فلما رحل من الريدانية خرج الأمير يشبك ومن معه من الأمراء فرّجت لهم القاهرة، وكان يوما مشهودا.
وفى رجب، لما صعد القضاة للتهنئة بالشهر، صعد معهم الشيخ أمين الدين الآقصراى، فأخذ السلطان يتكلم مع الشيخ أمين الدين بسبب حسن الطويل، فتكلم الشيخ أمين الدين بكلام انزعج منه السلطان، وقد تقدّم له معه فى واقعة سوار بما تكلمه فى ذلك المجلس، وقد تأثّر منه السلطان فى الباطن. - وفيه أرسل نائب الشام مكاتبة حسن الطويل إلى السلطان، وكان أرسل يهدّده فى هذه المكاتبة ويأمره بأشياء لا يمكن شرحها، وكتب فى صدر المكاتبة:
﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ﴾، فانزعج السلطان لهذه الأخبار. - وفيه جاءت الأخبار من حلب بأن وردبش نائب البيرة قد قبض