وقوله أيضا فى الأمير يشبك لما (١) حضر إلى القاهرة وصحبته سوار:
منذ وافا الأمير يشبك مصرا … حبّذا مصر موطن الأوطار
لبست حجل نيلها وتحلّى … زند بابى زويلة بسوار
الحجل هو الخلخال، انتهى ما أوردناه من واقعة سوار. - وفى هذا الشهر حضر إلى القاهرة كسباى الظاهرى الخشقدمى، الذى كان دوادار ثانى ونفى إلى الشام، فأرسل الأمير يشبك يشفع فيه وأجيب إلى ذلك، فأحضر كسباى صحبته، واستمر بطالا فى داره حتى مات، كما سيأتى الكلام على ذلك.
وفى ربيع الآخر أخلع السلطان على برسباى الشرفى وقرّر فى أمرة الحاج بالمحمل، وقرّر الشهابى أحمد بن الأتابكى تانى بك البردبكى بأمرة الركب الأول، وكان موعكا فى جسده، فأخذ يستعفى من السفر، فما أعفى من ذلك. - وفيه توفى جانى بك الأبيض أحد الحجاب، وكان جاوز السبعين سنة من العمر، وكان لا بأس به. - وفيه توجّه القاضى شرف الدين الأنصارى إلى جهة الطينة، وكان معه مائة مملوك من مماليك الأمير يشبك الدوادار، فلما وصل إلى هناك وجد فى البحر الملح مراكب فيها فرنج يتعبّثون بالمسافرين، فقبض على مركب منهم وأسر من فيها من الفرنج، وأحضرهم صحبته لما عاد.
وفيه عزل قاضى القضاة الحنفى محب الدين ابن الشحنة، وأمر بالتوكيل به بطبقة الزمام، وذلك بسبب ما وقع فى العقد المجلس، الذى كان بين خوند شقرا وبين ابنة أختها خوند آسية، بسبب وقف الظاهر برقوق، فتعصّب ابن الشحنة لخوند شقرا، فحنق السلطان منه وعزله، وكان فى نفسه منه شئ بسبب ولده عبد البرّ، وكانت هذه آخر ولايته للقضاء، ولم يل بعدها القضاء، واستمرّ فى الترسيم بطبقة الزمام بسبب تعلقات أوقاف الحنفية، ثم إن السلطان أخلع على الشمسى شمس الدين محمد الأمشاطى، وقرّر فى قضاء الحنفية، عوضا عن محب الدين بن الشحنة بحكم انفصاله عن القضاء، فأفيض عليه شعار القضاء، ونزل من القلعة فى موكب حافل، وكان