للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد دخل إلى غزّة؛ فلما سمع السلطان بهذا الخبر أمر بتبييض باب النصر وبابى زويلة، وضرب عليهما الرنوك الذهب، ثم أخذ فى أسباب ملاقاة الأمراء، فأكسى الأمراء المقدّمين لكل واحد أربع بدلات، وجهّز لهم ملاقاة إلى الصالحية. - وفيه كان وفاء النيل المبارك فأوفى حادى عشرين مسرى، فنزل الأتابكى أزبك وفتح السدّ على العادة، وكان له يوم مشهود.

وفيه دخل الأمير يشبك وبقية الأمراء والعسكر إلى خانقاه سرياقوس، وصحبتهم سوار وإخوته وهم فى زناجير، فلما وصل الأمير يشبك إلى الخانكاه خرج الأمراء وأرباب الدولة والعسكر إلى ملاقاته، ثم رحل من الخانكاه ونزل بالريدانية، فخرج إليه قضاة القضاة الأربعة وأعيان مشايخ العلماء؛ ثم إن السلطان نادى فى القاهرة بالزينة فزيّنت زينة حافلة، ورجّت القاهرة لدخول سوار حتى بلغ كرا كل بيت على الشارع أربعة أشرفية، وكرا كل دكان أشرفى ذهب، بسبب الفرجة على سوار، فخرجت البنت فى خدرها تنظر إلى سوار الذى قتل العباد ويتمّ الأطفال ونهب الأموال.

فلما كان يوم الاثنين ثامن عشر هذا الشهر دخل الأمير يشبك الدوادار إلى القاهرة وصحبته شاه سوار؛ وكان الأمير تمراز الشمسى دخل وهو منفرد عن الأمراء لم يرافقهم، واستمرّ غضبانا بسبب ما حصل له مع برقوق نائب الشام لأجل قبضه على سوار، وقد تقدّم ذكر ذلك؛ ثم إن سوارا دخل قدّام الأمير يشبك وهو راكب على فرس، وعليه خلعة تماسيح على أسود، وعلى رأسه عمامة كبيرة، وهو فى زنجير بسلسلة طويلة، وراكب إلى جانبه شخص من الأمراء العشرات، يقال له تنم الضبع، من الظاهرية الجقمقية، وهو أخو تانى بك الجمالى، وهو مشكوك مع سوار فى الزنجير، وكان قدّام سوار أخوته وأقاربه وأعيان من قبض عليه من أمرائه، ممن نزل معه من قلعة زمنطوا، فكانوا نحوا من عشرين إنسانا، وهم راكبون على أكاديش، وعليهم ملاليط بيض، وعلى رءوسهم عمائم، وهم فى زناجير، ومشكوك معهم جماعة من أعوان الوالى.