وفيه توجه الأتابكى أزبك إلى نحو البحيرة، فغاب أياما ثم عاد من هناك، ومعه جماعة من العربان المفسدين وهم فى الحديد، فرسم السلطان بسجنهم فى المقشرة. - وفيه عرض السلطان أولاد الناس وأمرهم بأن يلعبوا الرمح بين يديه، حتى يمتحنهم فى ذلك ويعرف من يلعب بالرمح ممن لا يعرف، فحصل لهم غاية المشقة لأجل ذلك، ووبّخ منهم جماعة بالكلام، وربما قصد الإخراق بهم.
وفيه عزل السلطان قاضى القضاة المالكى سراج الدين بن حريز، ووكل به بطبقة الزمام؛ ثم أخلع على برهان الدين اللقانى أحد نواب الحكم، وقرّر فى قضاء المالكية عوضا عن ابن حريز، واستمر ابن حريز فى الترسيم. - وفيه كتب السلطان عدة فتاوى، وأخذ عليها خطوط مشايخ العلم والقضاة فى أمر سوار، فأفتوا بأنه خارجى، وأنه لا يبقى فى قيد الحياة. - وفيه ضرب السلطان ثلاثة من مماليكه الجلبان، ومعهم آخر من المماليك الخشقدمية، فضربهم ضربا مبرحا، وقد بلغه أنهم سكروا وعربدوا على الناس، ثم نفى المملوك الخشقدمى إلى البلاد الشامية.
وفيه نزل السلطان من القلعة وتوجّه إلى نحو دمياط ورشيد وتروجة، وغير ذلك من البلاد، فسار فى البحر فى عدة مراكب، وكان صحبته الأتابكى أزبك والأمير أزبك اليوسفى، وغير ذلك من الأمراء، فاستمرّ السلطان غائبا فى هذه السفرة نحو من ثلاثة عشر يوما، وقد تنزّه فى هذه السفرة وطاف عدّة بلاد، ثم عاد إلى القلعة. - وفيه أحضر إلى القاهرة جماعة من الفرنج، وقبض عليهم نائب ثغر الإسكندرية، وكانوا يتعبّثون (١) بسواحل البحر المالح، فلما عرضوا على السلطان رسم بسجنهم فى المقشرة، فأسلم منهم جماعة، وجماعة سجنوا بالمقشرة. - وفيه حضر الشيخ علاى الدين الحصنى، وكان خرج بصحبة الأمير يشبك الدوادار، فغضب عليه وحصل له كاينة عظيمة مع يشبك، فهرب منه وأتى إلى القاهرة واختفى بها.
وفى ربيع الأول جاءت الأخبار بأن الأمير يشبك دخل إلى الشام وصحبته سوار، فزيّنت له الشام زينة حافلة، وكان له يوم مشهود، فأقام بالشام ثلاثة أيام ورحل عنها،