نفر قليل من عسكره، فتوجّه إلى وطاق الأمير يشبك ونزل عن فرسه، ودخل على الأمير يشبك فى الخيمة، فقام إليه وترحّب به، وأحضر إليه خلعة وألبسها له.
فلما أراد الانصراف من عنده قال له الأمير يشبك: امض إلى نائب الشام وسلّم عليه، وكان يومئذ برقوق نائب الشام، فلما توجّه إليه سوار نزل عن فرسه ودخل إلى برقوق نائب الشام وصحبته الأمير تمراز، فلما وقف بين يدى برقوق قال له:
من أنت؟ قال: أنا سوار، قال: أنت سوار؟ قال: نعم أنا سوار، فجعل برقوق يكرر عليه هذا الكلام: أنت سوار؟ فيقول له: نعم، ثم قال له برقوق: أنت الذى قتلت الأمراء والعسكر؟ فسكت سوار، ثم قال برقوق: احضروا له خلعة، فأتوا إليه بخلعة وفى ضمنها زنجير، فلما ألبسوها له وضعوا فى عنقه ذلك الحديد، فلما رأوا جماعة سوار أنه وضع فى زنجير، ثاروا على جماعة برقوق وسلّموا أسيافهم، وكان برقوق أكمن حول خيمته كمينا وهم لابسون آلة السلاح، فهجموا على جماعة سوار وقطعوهم بالسيوف، ثم قبضوا على سوار وأدخلوه فى بعض الخيام.
فلما رأى الأمير تمراز ذلك شقّ عليه، وقال لبرقوق: أنا نزلت بسوار من القلعة، وحلفت له أنكم ما تشوّشوا عليه، فكيف بقى أحد يأمن لكم؟ فأخرق برقوق بالأمير تمراز إخراقا فاحشا، وربّ ما لكمه، فخرج تمراز من عند برقوق وهو غضبان، وكان الأمير يشبك حلف لتمراز أن إذا قابله سوار لا يقبض عليه ولا يشوّش عليه، فلما نزل إليه سوار ندب برقوق نائب الشام إلى ما فعله بسوار، وكان هذا عين الصواب، ودع الأمير تمراز يغضب؛ فلما تحقّق العسكر القبض على سوار، قاموا على حمية وقصدوا التوجّه إلى الديار المصرية؛ وهذا ملخص ما وقع فى أمر القبض على سوار، واستمر الأمير تمراز غضبانا من الأمراء حتى دخل إلى القاهرة، فلما قبض على سوار أخلع الأمير يشبك على شاه بضاغ أخى سوار، وقرّر عوضا عن أخيه سوار فى أمرة الأبلستين.
وفى صفر جاءت الأخبار بوفاة تانى بك السيفى ألماس الأشرفى نائب البيرة. -