للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدمشقى الشافعى، وكان عالما فاضلا قدم إلى القاهرة بطلب من السلطان ليلى القضاء، وكان موعكا فى جسده، فمات ودفن بالقاهرة.

وفيه خرج الحاج من القاهرة، وكان أمير ركب المحمل برسباى الشرفى، وأمير ركب الأول الشهابى أحمد بن الأتابكى تانى بك البردبكى الظاهرى برقوق.

وفيه وقعت حادثة غريبة وهو أن نجارا كان عمالا بالقلعة فى بعض طباق المماليك، فسقط من مكان عال فمات لوقته، وكان له أولاد وعيال وهو فقير، فوقفوا أولاده وعياله للسلطان بقصّة يلتمسون منه شيئا من الصدقة، فلما وقفوا إليه أمر لهم بمائة دينار، وأمر للميت بثوب بعلبكى وثلاثة أشرفية يجهّزونه بها، فعدّ ذلك من محاسن الأشرف قايتباى.

وفيه رسم السلطان بشنق جارية بيضاء، ومعها غلام، فشهروا فى القاهرة على جملين، وكان سبب ذلك أن الجارية اتفقت مع الغلام على قتل سيدها وأخذ ماله ويهربان، فقتلاه ودفناه فى الاصطبل، فلما ظهر أمرهما رسم السلطان بشنقهما فشنقا. - وفيه توفيت خوند مغل بنت البارزى زوجة الملك الظاهر جقمق، وكانت دينة خيرة ولها برّ ومعروف، وهى التى عمّرت جامع الشيخ مدين بالمقس، وأوقفت عليه أوقافا كثيرة، وكانت ناظرة إلى فعل الخير. - وفيه كانت نهاية عمارة الجامع الذى قد أنشأه تمراز، أحد الأمير آخورية، بجوار قنطرة عمر شاه.

وفى ذى القعدة غرقت مركب ببحر النيل بقرب بيسوس، وكان فيها بضائع كثيرة لتجار من الأروام، فلم ينج منها سوى ثلاثة أنفار، فعيّن السلطان شرف الدين ابن كاتب غريب، ومعه القاضى جلال الدين بن الأمانة أحد نواب الشافعية، بالتوجّه إلى مكان غرقت فيه المركب لضبط ما يظهر من تلك البضائع التى غرقت هناك، فلم يظهر من ذلك إلا اليسير وغرق الأكثر. - وفيه قدم قاصد من عند حسن الطويل وعلى يده هدية للسلطان، ومكاتبة فيها أشياء سرّ، فلم ينشرح السلطان لقدوم هذا القاصد، ولم يعلم ما فى المكاتبة. - وفيه توفى حمزة بن يوسف بن مغلطاى نائب ثغر دمياط، وكان لا بأس به. - وفيه وقعت فتنة كبيرة بين بنى حرام وبنى وائل،