والعلماء توسعة فى رمضان لعيالهم، واستمرّ ذلك عمالا فى كل شهر رمضان مدّة أيام الأشرف قايتباى إلى أن مات، ثم تناقص ذلك من بعده.
وفيه رسم السلطان بإحضار الأتابكى جرباش كرت، وكان مقيما بثغر دمياط، وكذلك الأمير يشبك الفقيه المؤيدى، الذى كان دوادارا كبيرا، فتكلم لها بعض الأمراء بأن يحضرا إلى القاهرة، ويكونا فى دورهما بطالين إلى أن تنقضى أعمارهما، فأجاب السلطان إلى ذلك ورسم بإحضارهما؛ وكان الشرفى يحيى بن يشبك الفقيه متمرضا، فلما حضر أبوه (١) أقام مدّة يسيرة ومات، وكان شابا حشما، ريسا شجاعا بطلا، حوى أنواع الفروسية، وساق من جملة باشات الرماحة التى يسوقون فى المحمل، وكان الظاهر خشقدم أنعم عليه بأمرة عشرة، وكان أمه خوند بنت المؤيد شيخ، وكان نادرة فى أبناء جنسه، ومولده سنة ٨.
وفيه حضر قاصد من عند ابن عثمان ملك الروم وعلى يده هدية للسلطان، وكان حضر يروم الحج. - وفيه كان ختم البخارى، وأخلع فى ذلك اليوم على بدر الدين السعدى، وقرّر فى قضاء الحنابلة، عوضا عن عز الدين الحنبلى.
وفى شوال، فى يوم عيد الفطر، صعد سيدى منصور بن الظاهر خشقدم إلى القلعة ليهنّئ السلطان بالعيد، وكان السلطان جالسا على الكرسى بالقصر الكبير، فلما وقف سيدى منصور بين يديه أخلع عليه مثمّرا، ثم طلبه وأجلسه معه على الكرسى، وكان صغير السنّ عمره دون العشر سنين، فعدّ جلوسه مع السلطان على الكرسى من النوادر التى ما وقعت قط.
وفيه جاءت الأخبار من عند الأمير يشبك الدوادار، بأن شاه سوار قد تلاشى أمره، وفلّ عنه غالب عسكره، وأرسل يطلب الصلح من الأمير يشبك، وأن يكون نائبا عن السلطان فى قلعة درندة، وأنه يبعث ولده بمفاتيح القلعة، فما وافق السلطان على ذلك إلا أن يحضر سوار بنفسه ويقابل السلطان. - وفيه توفى القاضى نجم الدين العجلونى محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الزرعى