للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كسر قصبة ساقه، فلما ركب تخلّق الخدام بالزعفران، ولاقته المغانى من باب الجامع، وكان يوما مشهودا بالقلعة. - وفيه رسم السلطان لابن الطولونى بأن يجدّد عمارة الميضا التى بجامع القلعة فوسّعها، وترميم عمارة الجامع، فأصرف على ذلك ألف دينار. - وفيه جاءت الأخبار بأن الأمير يشبك أخذ من سوار ما كان استولى عليه من أدنة وطرسوس، وتحارب مع جماعة سوار أشدّ المحاربة، حتى طردهم عن تلك البلاد وملكها.

وفيه كان وفاء النيل المبارك، وكان الوفاء فى سادس عشرين مسرى، فتوجّه الأتابكى أزبك وفتح السدّ على العادة. - وفيه توفى أسنبغا التترى اليشبكى الناصرى، أحد الأمراء العشرات ورءوس النوب، وكان لا بأس به. - وفيه ركب السلطان ونزل من القلعة وتوجّه إلى جامع عمرو بن العاص ، فنزل به وكشف على ما تهدّم من حيطانه وسقوفه، فأمر ببنائه من ماله، وشرع فى ذلك.

وفى ربيع الأول عمل السلطان المولد النبوى، وكان حافلا. - وفيه نودى من قبل السلطان بأن أحدا لا يشكو أحدا للسلطان، إلا بعد أن يرفع أمره لأحد من الحكام، فإذا لم ينصفه يقف بعد ذلك للسلطان؛ وكان قد كثرت شكاوى الناس بين يدى السلطان، حتى أن امرأة شكت زوجها للسلطان، لأجل أنه وطئ جارية فى ملكه، فما طاقت زوجته الغيرة، فشكته للسلطان بقصة. - وفيه أخلع على يشبك الجمالى، وقرّر فى أمرة الحاج بركب المحمل على عادته، وكان السلطان عيّن برسباى الشرفى، فاستعفى من ذلك حتى عفى.

وفى ربيع الآخر نزل السلطان إلى نحو خليج الزعفران على سبيل التنزّه، وكان معه الأتابكى أزبك وجماعة من الأمراء فأقام هناك إلى آخر النهار، فلما عاد ووصل إلى الحسينة وجد فى طريقه جنازة، وهى امرأة غريبة ليس معها أحد من الناس سوى الحمالين، فنزل عن فرسه ومن معه من الأمراء، فصلّى عليها فى قارعة الطريق وقد أمّ بالجماعة الذين حضروا الصلاة، فعدّ ذلك من النوادر؛ وقد وقع مثل هذه الواقعة