للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الوظيفة شاغرة من يومئذ.

وفيه توفى خشكلدى القوامى الناصرى، وكان أحد الأمراء الطبلخانات، وكان جركسى الجنس، من مشتروات الناصر فرج ابن برقوق، وكان دينا خيرا متواضعا، وكان قد جاوز الثمانين سنة من العمر. - وفيه توفى قاضى قضاة المالكية بدمشق محيى الدين عبد القادر بن عبد الرحمن بن عبد الوارث البكرى المصرى المالكى، وكان من أعيان علماء المالكية، وناب فى الحكم بمصر مدّة، ثم ولى قضاء دمشق؛ وتوفى تمرباى التمرازى، أحد العشرات، ولى المهمندارية وأقام بها مدّة. - وفيه قرّر أبو الفتوح المنوفى كاتب السلطان، وهو أمير، فى نظر الأوقاف والبيمارستان، عوضا عن شرف الدين عبد الباسط بن البقرى، بحكم صرفه عنها.

وفى رجب تزايد أمر الغلاء بالقاهرة، وأشيع بين الناس أن سبب ذلك تحكير الأمير يشبك الدوادار الكبير على الغلال بالوجه القبلى، ومنع المراكب من حمله، وفيه يقول الشهاب المنصورى:

وظالم منه أتانا الغلا … يا ويله فى الحشر من ربّه

فادعوا وقولوا ربّنا اطمس على … أمواله واشدد على قلبه

وفيه أخلع على لاجين الظاهرى وقرّر فى أمرة مجلس، عوضا عن قرقماس الجلب، وكانت (١) هذه الوظيفة شاغرة من حين قتل قرقماس فى واقعة سوار؛ ثم بعد أيام وصل الأتابكى جانى بك قلقسيز وصعد إلى القلعة، فقام له السلطان واعتنقه وترحّب به، ثم أخلع عليه كاملية بصمّور وأركبه فرسا بسرج ذهب وكنبوش، وركب من باب البحرة ونزل من القلعة فى موكب حافل، ثم بعد أيام أخلع عليه وقرّر فى أمرة السلاح، عوضا عن برد بك هجين بحكم قتله فى واقعة سوار، وكانت هذه الوظيفة شاغرة؛ ومن العجائب أن السلطان بعث مرسوما بمنع جانى بك قلقسيز لدخوله إلى القاهرة، وأن يقيم بحلب، فقدم جانى بك قلقسيز قبل وصول المرسوم إلى حلب بسبعة أيام، فلما حضر قرّره فى أمرة السلاح بعد ما كان


(١) وكانت: وكان.