للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمير كبير. - وفيه قرّر جقمق الظاهرى فى نيابة دمياط.

وفى شعبان كانت نهاية بناء السبيل، الذى أنشأه السلطان بخط القشاشين من تحت الربع، فجاء السبيل والمكتب فوقه فى غاية الحسن، ولا سيما فى ذلك الخط. - وفيه عاد الأمير يشبك الدوادار من الوجه القبلى، وكانت مدة غيبته نحوا من سبعة أشهر، ففعل ببلاد الصعيد من المظالم ما لا يسمع بمثله، حتى قيل إنه شوى بالنار محمود شيخ بنى عدى، وخوزق من العربان جماعة، وسلخ جلد جماعة، ودفن جماعة فى التراب وهم أحياء، وفعل بالعربان من أنواع هذا العذاب ما لا فعله أحد قبله، فدخل الرعب منه فى قلوب العربان؛ فلما صعد الأمير يشبك إلى القلعة أخلع عليه السلطان خلعة سنية، ونزل إلى داره فى موكب حافل؛ ثم بعد ذلك قدّم إلى السلطان تقادم حافلة، بما ينيف عن مائتى ألف دينار، ما بين ذهب عين وخيول وجمال ورقيق وأعسال وسكاكر وغلال وغير ذلك. - وفيه توفى صنطباى من قصروه الأشرفى أحد العشرات، وكان مريضا من حين عاد من التجريدة.

وفى رمضان أمر السلطان بفتح شونتين من شونه، وأبيع منها القمح سعر ألف درهم كل أردب، وكان وصل سعره إلى أربعة أشرفية كل أردب، فحصل للناس بعض رفق، وكثر الخبز على الدكاكين. - وفيه نودى من قبل السلطان بأن من أخذ منه شئ (١)، من أولاد الناس وغيرهم، بسبب بعث البديل إلى التجريدة، فليصعد إلى القلعة فى ثامن هذا الشهر، ليردّ إليه ما أخذ منه من مبلغ كان أورده إلى الخزائن الشريفة، فتعجّب (٢) الناس من ذلك، وما السبب فيه، فعدّ هذا من النوادر؛ فلما صعد أولاد الناس إلى القلعة ردّ لهم ما أخذ منهم بحكم النصف. - وفيه توفى القاضى حسام الدين بن بريطع (٣) الحنفى الدمشقى، قاضى قضاة الحنفية بدمشق، وكان من أعيان الحنفية، ولى قضاء غزّة وصفد وطرابلس ودمشق غير ما مرة، وكان ريسا حشما، وله نظم ونثر وخط جيّد، وألّف الكتب الجليلة.

وفيه حضر الأتابكى أزبك، وكان مقيما بحلب من حين كسر العسكر، فدخل


(١) شئ: شيئا.
(٢) فتعجب: فتعجبون.
(٣) بريطع: مريط.