ابن كاتب حلوان، وكان يقرب لابن أبى الفرج، وقد رأى فى دولة الظاهر جقمق من العزّ والعظمة ما لا رآه أحد بعده من الأستادارية، وعظم أمره جدا وأنشأ بالقاهرة وغيرها عدّة جوامع يخطب فيها، وعدة مدارس، وولى الأستادارية غير ما مرّة وغيرها من الوظائف، وباشر الأستادارية أحسن مباشرة وأفشى فيها من المظالم ما لا يسمع بمثله، وجرى عليه من الشدائد والمحن والأنكاد ما لا يعبّر عنه، وصودر غير ما مرّة، وغرم الأموال الجزيلة، وعصر فى أكعابه، وضرب غير ما مرّة، ونفى إلى المدينة الشريفة، وإلى القدس وغير ذلك من الأماكن؛ وكان له محاسن كثيرة، ومساوئ كثيرة من أبواب المظالم الحادثة فى أيامه، واستمرت بعده إلى الآن؛ وكان مولده قبل قرن الثمانمائة وما لقى خيرا فى آخر عمره، وله أخبار يطول شرحها.
وفيه توفى شمس الدين محمد بن عبد الرزاق بن عبد القادر بن نقيش الأذرعى الشافعى، وكان من أهل العلم والفضل، سمع على جماعة من العلماء، وكان لا بأس به.
وفى ربيع الآخر توفى القاضى شهاب الدين أحمد بن سعيد بن السيوسى المغربى المالكى، قاضى قضاة المالكية بدمشق، وولى قضاء الإسكندرية، وكان من أهل العلم والفضل، وجرت عليه أمور شتى، وأذهب أموالا جمّة على وظيفة القضاء؛ وتوفى السيد الشريف أبى هاشم حمزة بن أحمد بن على الحسنى الدمشقى الشافعى، وكان من أهل العلم والفضل. - وفيه أرسل السلطان خلعة إلى قانصوه اليحياوى باستقراره فى نيابة حلب، عوضا عن أينال الأشقر، وكتب لأينال الأشقر بالحضور إلى القاهرة على تقدمة ألف بها.
وفيه أرسل السلطان ليشبك البجاسى نائب حماة باستقراره فى نيابة طرابلس، وقرّر عوضه فى نيابة حماة بلاط اليشبكى أحد مقدمين (١) الألوف بدمشق، وقرّر فى تقدمة بلاط بدمشق تمراز أتابك حلب، وقرّر فى أتابكية حلب تغرى بردى بن يونس، وقرّر فى حجوبية الحجاب بدمشق محمد بن مبارك، عوضا عن ابن بيغوت الماضى