للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان حاجب ثانى.

وفيه أخلع السلطان على جانى بك حبيب العلاى الأينالى، وقرّر فى الأمير آخورية الثانية عوضا عن يشبك جن، ودام فى هذه الوظيفة عدّة سنين. - وفيه توفى الشيخ نور الدين على البلطيمى الضرير، وكان من أهل العلم والفضل، وكان عمى فى سابع سنة من عمره بجدرى أصابه فى عينه، وكان يعرف بابن شاور البرلسى، ومولده سنة ست أو سبع وثمانمائة، وكان له نظم جيد. - وفيه أخلع على يشبك الجمالى المحتسب، وقرّر فى أمرة الحاج بركب المحمل، وقرّر فى أمرة الركب الأول آقبردى من أصباى الأشرفى برسباى.

وفيه توفى مغلباى أزن سقل الظاهرى الخشقدمى، وكان من مقدمين (١) الألوف بمصر، ثم أخرج إلى القدس بطالا فمات به، وكان أميرا دينا خيرا ولى عدة وظائف سنية، منها شادية الشون، وحسبة القاهرة، ثم بقى مقدم ألف بمصر، ثم نفى إلى القدس ومات به.

وفيه أرسل السلطان وقبض على زين الدين الأستادار، وكان بطالا مقيما فى داره، فأرسل بالقبض عليه، فلما حضر بين يديه وبّخه بالكلام، ثم أمر بضربه بين يديه، فضرب ضربا مبرحا حتى كاد أن يهلك، ثم سجنه بالبرج الذى بالقلعة، وصار يحضره بين يديه كل يوم بعد يوم ويضربه أشدّ الضرب، فمات وهو بالبرج، فلما أعلموا السلطان بموته لم يصدّق بذلك وأمر بإحضاره بين يديه وهو ميّت، فكشف عن وجهه ورفسه برجله، ثم أمر بحمله إلى داره ليغسّلوه ويدفنوه، فحمل من القلعة إلى داره.

وكان بين السلطان قايتباى وبين زين الدين الأستادار عداوة قديمة، من حين كان السلطان جنديا، إلى أن تسلطن أخذ بثأره منه وقتله؛ وكان يظن أن مع زين الدين مالا، فعاقبه وطلب منه من المال ما لا يقدر عليه، فمات تحت العقوبة؛ وكان أصل زين الدين من الأرمن، واسمه يحيى بن عبد الرزاق الأرمنى، وكان يعرف بالأشقر


(١) مقدمين: كذا فى الأصل.