للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه جاءت الأخبار بوفاة بيبرس خال الملك العزيز، مات بالقدس بطالا، وكان فى عشر الثمانين، وولى عدة وظائف سنية، وجرى عليه شدائد ومحنا، وكان لا بأس به فى جماعة الأشرفية. - وفيه توفى الشيخ جمال الدين أبو الفضل خطيب مكة، وهو محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد العقيلى النويرى الشافعى، وكان عالما فاضلا سمع على جماعة من العلماء وولى خطابة مكة، ثم قدم إلى مصر وأقام بها إلى أن مات، وكان معظما عند أرباب الدولة، وربما ترشح أمره ليلى القضاء بمصر، فما تم ذلك. - وفيه حصل للأمير يشبك الدوادار توعك فى جسده، فنزل إليه السلطان وعاده.

وفى شوال تناقص أمر الطاعون وأخذ فى الارتفاع، بعد ما فتك فى الناس فتكا ذريعا. - وفيه أخلع السلطان على قانى باى آص الساقى، وقرّر فى الحجوبية الثانية، عوضا عن جكم بن أخت السلطان بحكم وفاته. - وفيه كان وصول الملك المنصور عثمان بن الظاهر جقمق، وكان بثغر الإسكندرية، فاستأذن السلطان فى الحضور ليحجّ، فأذن له فى ذلك، فحضر، فلما صعد إلى القلعة ووقف بين يدى السلطان وأراد أن يقبّل الأرض، فنهاه السلطان عن ذلك، وبالغ فى إكرامه، ثم أحضر إليه كاملية بصمّور، وفوقانيا أخضر بطرز زركش عريض، وقدّم إليه فرسا بسرج ذهب وكنبوش، فركب من الحوش ونزل من القلعة فى موكب حافل، وقدّامه الأمراء، فتوجّه إلى دار الأتابكى أزبك عند أخته زوجة أزبك، وكان غائبا فى التجريدة، فأقام عندها؛ ثم بعد أيام أضافه السلطان بالبحرة ومدّ له أسمطة حافلة، ثم بعد السماط ألبسه كاملية بصمّور وأركبه فرسا بسرج ذهب وكنبوش، ونزل فى موكب حافل، فعدّ مجيئه إلى مصر وطلوعه إلى القلعة من النوادر؛ ثم إن السلطان أخذ فى أسباب عمل يرق للملك المنصور لأجل الحج.

وفيه أخلع السلطان على خشقدم الأحمدى الطواشى، وقرّر رأس نوبة السقاة عوضا عن شاهين غزالى، وأخلع على مرجان التقوى الحبشى وقرّر فى مشيخة الخدّام بالمدينة المشرفة. - وفيه توفى آقباى اليحياوى الأينالى، أحد العشرات، وكان شابا شجاعا بطلا. - وفيه أرسل السلطان إلى الظاهر تمربغا وهو بالإسكندرية فرسا