للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جهة الوجه القبلى مع الكشاف وغيرهم، كما كان عادة المماليك الأينالية. - وفيه قرّر بيبرس الأشقر فى أتابكية صفد. - وفيه توفى سودون البرقى، وكان يعرف بالشمسى، وكان أصله من مماليك الظاهر جقمق، وقاسى محنا (١) وشدائد، ونفى واختفى، وكان إنسانا حسنا، وعند ما بقى مقدّم ألف مات فى سنته. - وفيه أخلع السلطان على الصاحب شمس الدين محمد والد الصاحب علاى الدين الأهناسى، وقرّر فى الوزارة عوضا عن قاسم شغيتة، وقرّر ولده محمد فى نظر الدولة عوضا عن عبد القادر الطويل.

وفى رمضان أشيع بأن فقد من خزانة السلطان نحو من عشرين ألف دينار، فظهر أن خوند سورباى، وسرارى الظاهر خشقدم قد سرقوا ذلك، فرسّم السلطان على خوند سورباى، وأقامت فى الترسيم مدّة حتى أرضت السلطان. - وفيه وصل إلى الأبواب الشريفة السيد على بن بركات الحسنى، وقد غضب من أخيه محمد أمير مكة، فلما طلع إلى القلعة أكرمه السلطان وأخلع عليه، واستمرّ مقيما بمصر، ورتّب له ما يكفيه إلى أن مات بعد مدة طويلة؛ وكان السيد محمد أمير مكة أرسل للسلطان ستين ألف دينار على أنه يعوّق السيد على عنده بمصر، حتى لا يقيم فتنة بمكة.

وفيه ركب السلطان ونزل إلى القرافة وزار الإمام الشافعى والإمام الليث ، ثم سار إلى بركة الحبش ولعب بالكرة، ثم عاد إلى القلعة، وأخلع على تانى بك المعلم كاملية بصمّور وقد أعجبه ضربه للأكرة. - وفيه ختم البخارى بالقلعة، وهو أول بخارى ختم للسلطان، وكان يوما مشهودا (٢) وحضر القضاة الأربعة وأعيان العلماء، وفرّقت الصرر على من له عادة، وكذلك الخلع فرّقت على أعيان العلماء، وكان ختما حافلا.

وفى شوال وقعت غلوة خفيفة بالقاهرة، وتشحّطت الغلال وارتفع سعرها، فاستكعب الناس بالسلطان، وصار إذا شقّ من القاهرة يسمّعوه الكلام المنكى. - وفيه توعّك السلطان وانقطع عن الموكب أياما، ثم شفى، فأقيمت الخدمة بالقصر لأجل خروج الحاج. - وفيه قدم جانى بك حبيب من بلاد الروم، وكان هاربا من


(١) محنا: محن.
(٢) يوما مشهودا: يوم مشهود، وقد صححت هكذا فيما يلى من المتن.