للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه ركب السلطان ونزل إلى الميدان ودار حول القلعة، فلما عاد طلع من باب السلسلة، وهذا أول ركوبه ونزوله من القلعة وهو سلطان، ثم تكرّر ركوبه من بعد ذلك ليلا ونهارا حتى خرج فى ذلك عن الحدّ، حتى ترك بعض المؤرخين ضبط ركوبه ونزوله من القلعة ولم يحص ذلك، بعد أن كان ركوب السلطان نادرة مما تؤرّخ فى التواريخ القديمة.

وفيه اختفى الوزير قاسم شغيتة، فلما اختفى أخلع السلطان على عبد القادر ناظر الدولة بالتحدّث فى الوزارة، حتى يقرّر بها من يختار. - وفيه قرّر دمرداش العثمانى فى نيابة القدس عوضا عن محمد بن حسن بن أيوب، وقرّر فى نظر القدس برد بك التاجى عوضا عن حسن التيمى. - وفيه أخلع السلطان على شاهين الجمالى وقرّر فى نيابة جدّة، وقرّر أبو الفتح المنوفى، موقّع السلطان وهو أمير، فى نظر جدّة مستوفيا على شاهين.

وفيه أفرج السلطان عن الشهابى أحمد بن العينى وأخلع عليه كاملية بصمّور ونزل إلى داره، وقد تحفّظ أمره بواسطة الأمير يشبك الدوادار، والتزم ابن العينى بأن يردّ فى كل شهر عشرين ألف دينار من الذهب النقد، فكان جملة ما أورده للخزائن الشريفة من الذهب النقد مائة ألف دينار وتسعة وتسعين ألف دينار، وذلك خارجا عن بركه وغلاله وخيوله وجماله ورزقه وإقطاعاته ومراكبه ومماليكه وغير ذلك، ما يساوى نحوا من مائة ألف دينار، فكان مجموع ما أخذ منه نحو من ثلاثمائة ألف دينار وخمسين ألف دينار، وكان السلطان قد صمّم على أن يأخذ منه ألف ألف دينار، خارجا عن تعلّقاته وجهاته، وهذه من النوادر الغريبة التى جمع ابن العينى هذه الأموال الجزيلة فى دون الأربع سنين، منذ قرّر فى التقدمة إلى أن قبض عليه، وعدّ ذلك من النوادر.

وفيه ركب السلطان ونزل إلى القرافة وزار الأولياء، وعاد من على قناطر السباع، فدخل إلى دار سودون البرقى وعاده من مرضه وأقام عنده ساعة، ثم ركب وطلع إلى القلعة. - وفيه أخرج السلطان جماعة من المماليك الخشقدمية إلى