أيام الظاهر خشقدم، فتوجّه إلى بلاد ابن عثمان، فلما حضر أكرمه السلطان وأخلع عليه، وبعث إليه الأمير يشبك الدوادار بألف دينار لترقع أحواله.
وفيه جاءت الأخبار بوفاة نظام الدين بن مفلح قاضى القضاة الحنبلى بدمشق، وكان من أهل العلم. - وفيه صعدت إلى القلعة زوجة السلطان خوند فاطمة بنت العلاى على بن خاص بك، فكان لها يوم مشهود عند طلوعها إلى القلعة، وحولها نساء الأمراء، وأرباب الدولة وأعيان الخدّام حول محفّتها مشاة، وكانت مقيمة بدار السلطان التى بسوق الغنم إلى أن طلعت إلى القلعة فى ذلك اليوم.
وفى ذى القعدة جاءت الأخبار بأن العسكر الذى توجّه إلى شاه سوار قد انكسر كسرة شنيعة، وأسر الأتابكى جانى بك قلقسيز، وقتل جماعة من الأمراء، ومن الجند ما لا يحصى، وكان غالب العسكر من المماليك الخشقدمية؛ فقتل من الأمراء المقدّمين الأمير برد بك هجين المحمدى الظاهرى أمير سلاح، وكان أصله من مماليك الظاهر جقمق وكان عارفا بأنواع الفروسية؛ وقتل نانق المحمدى الظاهرى رأس نوبة النوب، وكان أصله من مماليك الظاهر جقمق، وكان لا بأس به؛ وجرح الأمير تمر حاجب الحجاب فى وجهه.
وأما من قتل من الأمراء العشرات، منهم: أيدكى الأشرفى، وأسنبغا من صفر خجا المؤيدى نائب باب القلة، وتمرباى الساقى الأشرفى، وتمرباى قزل الظاهرى، وتانى بك السيفى جانى بك الثور وجانى بك البواب المؤيدى، وقانى باى الأشرفى، وقانصوه النوروزى، وقطلوباى المحمودى الأشرفى العزيزى، ومغلباى الجلبى الأشرفى، ويشبك القرمى الظاهرى، ويشبك الأشقر، قيل إنه فجر على سوار فضرب عنقه بين يديه؛ وأما من قتل من الخاصكية والمماليك السلطانية، فما ضبطوا؛ وقد نهب برك الأمراء والعسكر قاطبة، والذى سلم دخل إلى حلب وهو فى أسوأ حال من العرى والمشى؛ وقد قوى أمر سوار، وتوجّه إلى عينتاب وحاصر قلعتها وملك البلد، وأشيع بين الناس أن ابن عثمان ملك الروم أرسل نجدة من عسكره إلى سوار.
وفيه جاءت الأخبار من البحيرة بأن العربان قد تحالفوا على الخروج عن طاعة