للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتى بلغت نفقة الأتابكى أزبك من ططخ نحوا من ثلاثين (١) ألف دينار فى كل سفرة، على ما سيأتى ذكر ذلك فى محله.

وفى شعبان أخلع السلطان على يشبك السيفى على باى وقرّر فى نيابة قلعة دمشق، وقرّر فى حجوبية الحجاب بدمشق إبراهيم بن بيغوت، وقرّر فى نيابة قلعة حلب تمرباى أخو ألماس. - وفيه أحضر السلطان الشهابى أحمد بن العينى بين يديه فى الدهيشة، ووبّخه بالكلام بسبب ما قرّر عليه من المال الذى لم يردّ منه شئ، فبطحه على الأرض بالدهيشة وقام إليه وتولّى ضربه بيده، فضربه نحوا من عشرين عصاة، حتى شقّ كعبه وأدمى، فأغمى عليه، فشفع فيه بعض الأمراء، فتوجّهوا به إلى طبقة الزمام، فأقام بها أياما، ثم تسلّمه الأمير يشبك من مهدى أمير دوادار كبير، فنزل به إلى داره ليردّ ما قرّر عليه من المال.

وكان ابن العينى لما قرر فى أمرة مجلس ونزل من باب السلسلة سكن فى بيت جانى بك نائب جدّة الذى (٢) فى قناطر السباع، فلما انكسر خاير بك وزال أمر الخشقدمية نهبوا بيت ابن العينى عن آخره، حتى قيل ذهب له من البرك والقماش أشياء بنحو خمسين ألف دينار؛ وكان ابن العينى ماشيا على طريقة أولاد السلاطين، حتى أطلق عليه عزيز مصر، وربما تعصّب له بعض جماعة من الخشقدمية بأن يتسلطن بعد خلع الظاهر يلباى من السلطنة، فلم يتمّ ذلك، وقد لطف الله به حيث لم يتسلطن، فكان يقضى عمره كله فى السجن والقيد إلى أن يموت، انتهى ذلك.

وفى يوم الاثنين ثانى عشرة خرج الأمراء والعسكر المعيّن للتجريدة، فكان لهم يوم مشهود، وهذه أول تجريدة خرجت من مصر إلى شاه سوار، فكانوا نحوا من عشرين أميرا ما بين مقدمين (٣) ألوف وطبلخانات وعشرات، ومن الجند فوق الألف مملوك؛ ثم ليالى السفر نفق على كل مملوك جامكية أربعة شهور معجلا، وصرف لهم الكسوة، وأعطى لكل واحد جملا (٤) وأرضى العسكر بكل ما يمكن.


(١) ثلاثين: ثلثين، وقد صححت هكذا فيما يلى من المتن.
(٢) الذى: التى.
(٣) مقدمين: كذا فى الأصل.
(٤) جملا: جمل.