للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الشيخ شمس الدين الذهبى: «كان راتب كافور فى مطبخه فى كل يوم، ألفى رطل من اللحم البقرى، وسبعمائة رطل من اللحم الضأن، ومائة طير أوز، وثلثماية طير دجاج، وثلثماية فرخ حمام، وعشرين فرخ سمك كبار، وعشرين رميسا رضّعا، وثلثماية صحن حلوى، وسبعة أفراد فاكهة، وألف كوز فقاع، ومائة قرابة سكّر، وعشرة قناطير سكّر، وألف كماجة من الخبز، وخمسة أفراد بقولات؛ وكان يحضر على سماطه الخاص والعام.

واستمرّ كافور على ذلك حتى مات فى جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وثلثماية، وكانت مدّة ولايته على مصر سنتين وأربعة أشهر؛ ودفن فى القرافة الصغرى رحمة الله عليه.

ولما مات تولّى بعده الأمير أحمد بن على بن أبى بكر بن محمد بن طقج الإخشيدى، وكان يعرف بأبى الفوارس، تولّى وله من العمر إحدى وعشرين سنة؛ فلما تولّى لم تستقم أحواله، واضطرب أمر الديار المصرية، ووقع بها الغلاء الشديد، فأقام مدّة يسيرة والأحوال غير صالحة.

ثم إنّ أعيان الديار المصرية، كاتبوا المعزّ الفاطمى، وكان ببلاد الغرب: «بأنّك تجئ تملك (١) مصر، قبل [أن] (٢) يملكها بنو العبّاس»؛ فأرسل جوهر الصقلّى، القائد، إلى مصر، ومعه مائة ألف فارس من عساكر الغرب، فكان دخول جوهر إلى مصر، فى يوم الجمعة تاسع عشر شعبان سنة ثمان وخمسين وثلثماية، فملك مصر من غير قتال، ولا مانع.

فلما دخل جوهر إلى مصر، هرب أبو الفوارس، وجماعة الإخشيدية، وهو آحر من ملك مصر من الإخشيدية، وبه زالت دولتهم عن آخرها.

قال بعض المؤرّخين: تولّى على مصر اثنان وسبعون أميرا، أوّلهم عمرو بن العاص، ، وآخرهم أبو الفوارس أحمد الإخشيدى، ولم ينفرد بخراجها غير الأمير أحمد بن طولون.


(١) تجئ تملك: يجى يملك.
(٢) [أن]: تنقص فى الأصل.