للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما سمع ذلك، قال: «قتلتنى يا فلان»، وثبت مكانه حتى قتل صبرا، انتهى ذلك.

[وفى سنة اثنتين وثمانين وثلثماية، فى ذى الحجّة، كانت وفاة الصاحب يعقوب ابن يوسف بن إبراهيم بن هرون بن داود بن كلس، وكان أصله يهوديا (١) وأسلم، وحسن إسلامه؛ وكان مولده ببغداد، ثم قدم إلى مصر سنة إحدى وثلاثين وثلثماية، وكان يدّعى أنّه من ولد السموءل بن عاديا] (٢).

ومن الحوادث فى أيام كافور، أنّ النيل بلغ فى الزيادة إلى اثنى عشر ذراعا وتسعة عشر أصبعا، ثم انهبط فشرقت البلاد، ووقع الغلاء بمصر، وذلك سنة ست وخمسين وثلثماية.

وفى سنة ثمان وخمسين وثلثماية، توفّى أبو بكر بن محمد بن موسى بن عبد العزيز الكندى، المعروف بسيبويه النحوى.

قال الكندى: كان من آثار عجائب مصر حوض من رخام أخضر، وهو مدوّر، وعليه كتابة بالقلم القديم، وهذا الحوض كان فى بحر النيل عند طرا، وكان إذا جلس فيه واحد من الناس، أو أربعة، وحرّكوه، فيعدّى بهم من جانب إلى جانب، فأخذه كافور من البحر، وألقاه فى البرّ، فبطل فعله من يومئذ.

وفى أيامه وقع حريق عظيم فى سوق البزّازين، بمدينة الفسطاط، وعملت النار إلى قيسارية العسل، ودخل الليل والنار على حالها، فبات الناس على وجل من ذلك، فركب كافور وأمر المنادى ينادى، بأنّ من جاء بقربة فيها ماء فله مائة درهم، فجاء الناس بالقرب وأطفأوا النار؛ فكان عدّة ما احترق من الدور ألف وسبعمائة دار، غير البضائع والأقمشة وغير ذلك.

وتوفّى فى أيامه محمد بن عبد الله المعافرى، شيخ القراء، مات سنة سبع وخمسين وثلثماية.


(١) يهوديا: نصرانيا.
(٢) وفى سنة … عاديا: كتبت فى الأصل على هامش ص ٨٩ ب.