للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بنى عقبة، فوصل العسكر إلى الأزنم، ولاقاهم أينال الأشقر، نائب غزّة، فقبضوا على شيخ بنى عقبة، وجماعة من العربان، نحوا من ستين إنسانا (١)؛ فلما طلع أزبك، وجانى بك قلقسيز، فباسا الأرض للظاهر يلباى، فأخلع عليهما، ونزلا إلى دورهما؛ ثم إنّ الظاهر يلباى، رسم بتوسيط العربان الذين (٢) أحضروا، هم وشيخهم مبارك، وكان فى العربان من هو صغير السن دون البلوغ، فوسّطهم أجمعين، ولم يعرف الظالم من المظلوم، فعدّ ذلك من مساوئه أيضا.

فلما حضر أزبك من ططخ، أشار خاير بك الدوادار، على الظاهر يلباى، بأن يولّى أزبك نيابة الشام، عوضا عن برد بك البجمقدار، بحكم أسره عند سوار. - وكان الظاهر يلباى مع خاير بك الدوادار، مسلوب الاختيار، لا يقضى أمرا دونه، فكان إذا سئل فى شئ، يقول: «إيش كنت أنا، قل له»، يعنى:

قل لخاير بك، حتى سموه العوام: «قل له».

فلما كان يوم الجمعة، أواخر هذا الشهر، طلع الأمير أزبك إلى القلعة، وصلّى الجمعة مع السلطان؛ فلما انقضت الصلاة، جلس السلطان على باب الستارة، وأحضر خلعة، وألبسها للأمير أزبك من ططخ، وقرّره فى نيابة الشام، عوضا عن برد بك البجمقدار، ثم قرّر مع الأمير أزبك أن يخرج بعد ثلاثة أيّام. - ثم عمل الموكب وأخلع على خشداشه قنبك المحمودى، وقرّر فى إمرة السلاح، عوضا عن قرقماس الجلب، بحكم سجنه بثغر الإسكندرية. - ثم إنّ الظاهر يلباى أرسل خلعة إلى أينال الأشقر، نائب غزّة، ونقله إلى نيابة حماة، عوضا عن تنم خونى الحسنى، بحكم وفاته؛ وعيّن نيابة غزّة إلى محمد بن مبارك، فامتنع من ذلك.

وفى أواخر هذا الشهر، توفّى قتيلا ببلاد الشرق يشبك أوش قلق المؤيّدى، قتل بيد حسن الطويل، صاحب ديار بكر، وكان موصوفا بالشجاعة جدّا. - وفيه جاءت الأخبار بوفاة (٣) سنقر العايق، وكان من أعيان الظاهريّة، وكان موصوفا


(١) إنسانا: إنسان.
(٢) الذين: الذى.
(٣) بوفاة: بوفات.