للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثانية، مات فجأة من غير علّة، حتى عدّ ذلك من النوادر، وأشيع بين الناس، أن السلطان قد أشغله، والله أعلم؛ فلما مات كانت له جنازة حافلة، ونزل السلطان إلى سبيل المؤمنى وصلّى عليه، ثم دفن فى تربته التى فى الصحراء؛ وكان قانم هذا، يدعى قانم من صفر خجا، من مشتروات الملك المؤيّد شيخ، وكان أميرا جليل القدر، رئيسا حشما، عاقلا كثير التأدّب، مات وهو فى عشر الثمانين، وكان عنده قوّة وشجاعة، وإقدام وثبات جنان، وسافر غير ما مرّة قاصدا إلى ابن عثمان؛ وكان تاجر المماليك، ثم بقى مقدّم ألف، ثم بقى رأس نوبة النوب، ثم بقى أمير مجلس، ثم بقى أتابك العساكر، بعد نفى الأتابكى جرباش كرت إلى دمياط؛ وكانت له بمصر حرمة وافرة، وكلمة نافذة، ومن آثاره الجامع الذى أنشأه بأعالى الكبش، والقبّة التى أنشأها بالخانكاة، وتربة بالصحراء، وكان من خيار الأمراء.

فلما توفّى أخلع السلطان على المقرّ السيفى يلباى الأينالى المؤيّدى، أمير آخور كبير، وقرّره فى الأتابكية، عوضا عن قانم التاجر، بحكم وفاته؛ ثم قرّر فى تقدمة يلباى، برد بك هجين الظاهرى؛ وقرّر فى تقدمة برد بك هجين، نانق الظاهرى، شاد الشراب خاناه، وهذا أول تقدمة نانق؛ وقرّر فى شادية الشراب خاناه، خشكلدى البيسقى، أحد العشرات. - وفيه أخلع السلطان على المقرّ الشهابى أحمد بن العينى، وقرّر فى الأمير آخورية الكبرى، عوضا عن يلباى الأينالى، بحكم انتقاله إلى الأتابكية.

وفيه جاءت الأخبار بوفاة (١) برسباى البجاسى، نائب الشام؛ فلما تحقّق السلطان ذلك، أرسل خلعة إلى برد بك البجمقدار، وقرّره فى نيابة الشام، عوضا عن برسباى البجاسى، بحكم وفاته؛ وأرسل خلعة إلى يشبك البجاسى، وقرّره فى نيابة حلب، عوضا عن برد بك البجمقدار؛ وقرّر تنم الحسنى (٢) الأشرفى، فى نيابة حماة، عوضا عن يشبك البجاسى؛ وقرّر تانى بك المعلّم، رأس نوبة ثانى، عوضا عن تنم الحسنى


(١) بوفاة: بوفات.
(٢) تنم الحسنى: يشبك البجاسى.