للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رأس نوبة الجمدارية، وكان من أجلّ الخدّام قدرا، رئيسا حشما، وكان لا بأس به.

وفيه تغيّر خاطر السلطان على الناصرى محمد الكمالى، وكان من خواصّ السلطان، فسلّمه إلى نقيب الجيش، وطلب منه عشرة آلاف دينار، فترامى على الأمراء فشفعوا فيه، فحنق منه السلطان، ورسم بنفيه إلى حماة؛ فلما خرج من القاهرة تحيّل وهرب من أثناء الطريق، وعاد إلى القاهرة واختفى بها، حتى مات الظاهر خشقدم، فظهر بعد موته، وجرى عليه شدائد ومحن.

وفيه، [فى رمضان] (١)، توفّى سودون الفقيه المؤيّدى، أحد الأمراء العشرات، فنزل السلطان وصلّى عليه وكان رئيسا حشما، طالب علم فقيها، ومات وله من العمر نحوا من ثلاثة وسبعين سنة، وهو والد صاحبنا الشرفى يونس. - وفيه توفّى الشيخ شمس الدين محمد بن الباعونى المقدسى الشافعى، أخو الشيخ برهان الدين الباعونى الماضى ذكر وفاته، وكان عالما فاضلا أديبا بارعا، وله نظم جيّد.

وفيه وصلت تقدمة خافلة للسلطان من عند برسباى البجاسى، نائب الشام، فشكر له السلطان ذلك، وأخلع على جماعته. - وفيه توفّى الأديب البارع الشاعر الفاضل، أحد شعراء العصر، الشيخ شهاب الدين بن أبى السعود، وهو أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن سعيد بن على المنوفى الشافعى، وكان عالما فاضلا، ماهرا فى الفرائض والحساب، جيّد النظم، ومن شعره قوله:

لمحبوبى المنجّم قلت يوما … فدتك النفس يا بدر الكمالى

يرانى الوجد أكشف عن ضميرى … فهل يوما أرى حبّى وفالى

وكان فى آخر عمره بقى نائب الحكم عن الشافعى، وحمدت سيرته، وكان لا بأس به.

وفى شوال (٢)، توفّى الشيخ زين الدين خالد بن أيوب شيخ خانقاة سعيد السعداء،


(١) [فى رمضان]: تنقص فى الأصل. انظر صفحات لم تنشر ص ١٦٢ ح ٥ - ٧، والرابع المذكورة فيها.
(٢) شوال: رمضان. انظر صفحات لم تنشر ص ١٦٣ ح ٢ - ٤.