للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد أضحى البديع بلا بيان … وقد سفلت معانيه العوالى

بكت أوراقه بيض المواضى … دما ويراعه سمر العوالى

وعين دواته عمشت وآلت … يمينا لا تداوى باكتحال

فوا عجبا لجوهرة عليها … بكيت من المدامع باللآلى

وقد عظمت رزيتنا فنبّه … لها عمرا ونم جنح الليالى

فلا زالت ذوو الأقدار تلقى … من الأيام أنواع النكال

وكم جنت المنون على كرام … وجندلت الكمىّ بلا قتال

فيا قبرا ثوى فيه تهنّى … فقد حزت الجميل مع الجمال

وقد غيّبت وجها كان أشهى … إلى الظامى من الماء الزلال

رعاه الله غصنا أذكرتنى … شمائله نسيمات الشمال

وحيّى (١) منزلا فيه اجتمعنا … وبالى فى أمان من وبالى

سقاه الله عينا سلسبيلا … وأسبغ ما عليه من الظلال

وبوّأه من الفردوس مثوى … ورقاه إلى الغرف العوال

وفيه عمل السلطان المولد النبوى، وكان مولدا حافلا. - وفيه توفّى شاد بك الصارمى، نائب غزّة، وكان أصله من مماليك ابن المؤيّد شيخ، ورقى (٢) حتى بقى نائب غزّة، وكان لا بأس به. - وفيه اختفى زين الدين الأستادار؛ فأراد السلطان أن يولّى منصور بن الصفى، فامتنع من ذلك، فأخلع السلطان على قاسم الكاشف، وقرّره فى الأستادارية، عوضا عن زين الدين.

وفيه جاءت الأخبار، بأن جانم نائب الشام قد قتل بالرها، على يد بعض مماليكه، وقد تحيّل جانى بك التاجى، نائب حلب، فى قتله، حتى قتل بغتة على يد بعض مماليكه؛ وكان أصل جانم هذا من مماليك الأشرف برسباى، وكان يعرف بجانم المكحل، وكان رئيسا حشما، ديّنا خيّرا، شجاعا بطلا، ولكن كان عنده خفّة ورهج، وحدّة مزاج مع طيش، وولى عدّة وظائف جليلة، منها: الأمير آخورية


(١) وحيي: وحيا.
(٢) ورقى: ورقا.