للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى جموع وافرة، وهو قاصد للأعمال الحلبية، وقد وصل إلى تلّ باشر، وأنّ نائب حلب تهيّأ لقتاله؛ فلما بلغ السلطان ذلك، اضطربت أحواله، وعيّن تجريدة إلى حلب، وعيّن بها من الأمراء المقدّمين: جانى بك نائب جدّة، أمير دوادار كبير، وعيّن يلباى، أمير آخور كبير، وعيّن أزبك من ططخ، وعيّن جانى بك قلق سيز؛ وعيّن جماعة كثيرة من الأمراء الطبلخانات؛ ومن العشرات نحوا من ثلاثة عشر أميرا؛ وعيّن من المماليك السلطانية نحوا من ستمائة مملوك (١)، وأخذ فى أسباب تفرقة (٢) النفقة عليهم.

فبينماهم على ذلك، إذ جاءت الأخبار، بأن جانم عاد من حيث أتى، وقد وقع بينه وبين عسكره من التركمان الذين (٣) جمعهم، غاية الخلف، وقد ثاروا عليه، وقصدوا قتله، فعند ذلك رجع وعدّى من الفرات (٤)؛ فلما تحقّق السلطان صحّة هذا الخبر، بطلت التجريدة، ودقّت البشائر بالقلعة، وعلى أبواب الأمراء.

وفيه أخلع على القاضى محب الدين بن الشحنة، وقرّر فى قضاء الحنفية، عوضا عن سعد الدين الديرى، بحكم استعفائه من القضاء؛ وأخلع على القاضى برهان الدين ابن الديرى، أخى قاضى القضاة سعد الدين، وقرّر فى كتابة السرّ بمصر، عوضا عن محب الدين بن الشحنة، وقيل إنّه سعى فى كتابة السرّ، حتى وليها، بثمانية آلاف دينار، ويا ليته لا سعى.

وفيه أخلع على نور الدين بن الإنبابى، وقرّر فى نيابة كتابة السرّ، عوضا عن لسان الدين حفيد ابن محب الدين بن الشحنة. - وفيه قرّر فى نيابة دمياط حسن البلوى الحصنى، وصرف عنها محمد بن كزل بغا العيساوى. - وفيه نزل السلطان من القلعة، ودخل إلى دار الأمير تمربغا رأس نوبة النوب، ثم خرج من عنده ودخل إلى دار قانى بك المحمودى، وكان حصل له رمد فعاده؛ ثم رجع إلى القلعة


(١) مملوك: مملوكا.
(٢) تفرقة: تفرقت.
(٣) الذين: الذى.
(٤) الفرات: الفراة.