للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المقياس، وكان منفصلا عن القضاء، فعاد إليها عن قريب؛ فلما وقع ذلك من أمر الزيادة لما توجّه القاضى علم الدين إلى المقياس، وزاد النيل بقدومه، فشقّ ذلك على قاضى القضاة يحيى المناوى، كونه توجّه إلى المقياس ولم يزد النيل شيئا؛ ثم صارت الزيادة عمّالة إلى أن أوفى (١) فى أواخر مسرى؛ وأعان الله تعالى ومنّ على الناس بالوفاء؛ وفى ذلك يقول الشيخ جلال الدين الأسيوطى:

عاتبت هذا النيل فى ترك الوفا … فأجابنى حالا بغير توقّف

سأفى وإن خانوا وأصفح عنهم … ما كدت أفسده ومثلى من يف

وقال آخر:

سدّ الخليج بكسره جبر الورى … طرّا فكلّ قد غدا مسرورا

البحر سلطان فكيف تواترت … عنه البشائر إذ غدا مكسورا

وفى المعنى:

لو نطق النيل قال قولا … يشفى به غاية الشفا

قد كثر الغدر فاعذرونى … لما توقّفت فى الوفا

وفيه خرج الحاج من القاهرة فى تجمّل زايد، وكان أمير ركب المحمل برد بك البجمقدار، وأمير ركب الأول الناصرى محمد بن الأتابكى جرباش كرت؛ ورسم السلطان للأمير برد بك، صهر الأشرف أينال، بأن يخرج صحبة (٢) الحاج، ويقيم بمكّة منفيّا بها. - وفيه خرجت تجريدة إلى جهة البحيرة، وكان بها من الأمراء المقدّمين: الأمير قرقماس الجلب أمير سلاح، وبرد بك هجين، ويشبك الفقيه؛ ومن الأمراء الطبلخانات: خشكلدى القوامى، وتنم الحسنى، وغير ذلك من الأمراء العشرات والجند.

وفيه جاءت الأخبار من حلب بأن جانم نائب الشام، قد عدّى من الفرات (٣)


(١) أوفى: أوفا.
(٢) (٥٦ آ): انظر الحاشية السابقة عن الورقة ٥٥ من المخطوط.
(٣) الفرات: الفراة.