للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البجاسى، أمير آخور كبير، وبيبرس خال العزيز، رأس نوبة النوب، وجماعة من المماليك السلطانية. - وفيه أخلع السلطان على الشرفى يحيى بن حجّى، وقرّر فى نظر الجيش، وصرف عنها الزينى بن مزهر، وكان الشرفى يحيى بن حجّى من خيار الناس فى العلم والدين والخير والكرم، وفيه يقول الشهاب المنصورى:

تودّ ركاب آمالى رحيلا … إلى بحر من الكرماء لجّى

فقلت لها عليك ببيت يحيى … فزوريه وبيت أبيه حجّى

وفيه يقول أيضا:

أبرمت يادنيا أمورا بعضها … بخل الورى والبخل شرّ مسلك

فعظّمى يحيى الفتى فإنما … يحيى جواد حيث حلّ برمكى

وفيه انتهت تفرقة نفقة البيعة، وقد بلغ قدرها ما يزيد على ستمائة ألف دينار. - وفيه كان وفاء النيل المبارك، فلما أوفى (١) نزل الأتابكى جرباش كرت، وفتح السدّ على العادة، وكان يوما مشهودا. - وفيه قرّر فى الزمامية، والخازندارية، الطواشى جوهر التركمانى، عوضا عن لؤلؤ الأشرفى، بحكم صرفه عنها.

وفيه توفّى الشيخ جمال الدين بن جماعة، خطيب بيت المقدس، وكان من أهل العلم والفضل، من أعيان الشافعية بالقدس. - وتوفّى تاج الدين عبد الوهاب ابن نصر الله الخطير القبطى الأسلمى، وكان من أعيان الكتبة، عارفا بصنعة المباشرة، ولى مباشرة الذخيرة غير ما مرّة، وكان محمود السيرة. - وفيه توفّى الشيخ ولى الدين أحمد بن محمد بن محمد بن عمر بن سلمان البلقينى الكنانى الشافعى، وكان عالما فاضلا، واعظا خطيبا، ولى عدّة تداريس، وناب فى الحكم، وولى القضاء بدمشق، ومولده سنة أربع عشرة وثمانمائة.

وفى ذى الحجّة، قبض السلطان على ناظر الخاص عبد الرحمن بن الكويز، وسلّمه إلى قانم التاجر ليستخلص منه مالا، وقد قرّر عليه نحوا من ثلاثين ألف دينار. - وفيه جاءت الأخبار بأن إياس الطويل نائب طرابلس، قد توجّه نجدة إلى صاحب


(١) أوفى: أوفا.