للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولبقيّة المقدّمين لكل واحد منهم ألفان (١) دينار، وحمل للأمراء الطبلخانات لكل واحد منهم خمسمائة دينار، وحمل إلى الأمراء العشرات لكل واحد منهم مائتى دينار؛ ثم نفق على الجند على العادة القديمة من مائة دينار إلى ما دون ذلك، إلى عشرة دنانير.

ثم إن السلطان أنعم على يشبك البجاسى الأشرفى بتقدمة ألف، ويشبك هذا كان من مماليك الأشرف أينال، وكان فى أيام أستاذه مقدّم ألف بحلب، ثم حضر إلى القاهرة، فبقى مقدّم ألف بمصر.

وفى جمادى الآخرة، عيّن السلطان جماعة من خواصّه، من الأمراء والخاصكية، بالتوجّه إلى البلاد الشامية وغيرها، ببشارة سلطنته إلى النوّاب وغيرها. - وفيه جاءت الأخبار من قبرص (٢) بأن جانى بك الأبلق، الذى كان مقيما بقبرص مع جماعة من المماليك السلطانية، أرسل يخبر بأن أخت جاكم، صاحب قبرص (٢)، فرّت إلى رودس، لتستنجد بصاحبها ليمدّها بعسكر، حتى تحارب أخاها (٣) جاكم وتأخذ منه مدينة شيرينة؛ وأرسل جانى بك الأبلق يستحثّ السلطان فى إرسال تجريدة تنجده سريعا، وكان يظن أن الأشرف أينال فى قيد الحياة.

وفيه أخلع السلطان على مجد الدين بن البقرى، وقرّره فى الأستادارية، عوضا عن منصور بن الصفى، بحكم صرفه عنها، وهذه أول ولاية مجد الدين للوظائف السنيّة. - وفيه توفّى الطواشى مرجان العادلى، مقدّم المماليك، وكان حبشى الجنس، وعنده شدّة بأس، وعسوفة زائدة؛ فلما مات قرّر فى تقدمة المماليك جوهر النوروزى على عادته.

وفيه توفّى جميل بن أحمد بن عميرة، شيخ عرب الكفور بالغربية، وكان ظالما عسوفا، وكان فى سعة من المال، وهو بخيل جدّا. - وفيه توفّى الصاحب سعد الدين


(١) ألفان: كذا فى الأصل.
(٢) قبرص: قبرس.
(٣) أخاها: أخيها.