ثم أخذ فى تدبير ملكه، وأخلع على من يذكر من الأمراء، وهم: المقرّ السيفى خشقدم الناصرى، أمير سلاح، فقرّره فى الأتابكية، عوضا عن نفسه، وخرج له مكتوب (١) بإقطاعه الذى كان بيده؛ وأخلع على جرباش المحمدى، المعروف بكرت، وقرّره فى إمرة السلاح، عوضا عن خشقدم؛ وأخلع على قرقماس الجلب، وقرّره فى إمرة مجلس، عوضا عن جرباش كرت؛ وأخلع على قانم التاجر، وقرّره رأس نوبة النوب، عوضا عن قرقماس الجلب؛ وقرّر فى تقدمة جرباش كرت، بيبرس خال الملك العزيز.
ثم شغرت عنده تقدمة، فأراد ينعم بها على صهره الأمير برد بك الدوادار الثانى، فوقف إليه جانى بك الظريف، وباس الأرض، وطلب التقدمة التى شغرت، فأبى السلطان من ذلك، وحصل بين جانى بك الظريف، وبين الأمير يونس الدوادار، فى ذلك اليوم، تشاجر بسبب ذلك، ونزل جانى بك الظريف من القلعة على غير رضا، وكان ذلك سببا لسرعة زوال الملك المؤيد عن قريب.
ثم إنّ السلطان نادى فى الحوش للعسكر، بأن نفقة البيعة فى يوم الثلاثاء، عشرين هذا الشهر، لكل مملوك مائة دينار، فسرّ الجند بذلك، وارتفعت له الأصوات بالدعاء.
هذا كله جرى ووالده الأشرف فى قيد الحياة، إلى أن مات فى يوم الخميس بعد العصر، وذلك فى خامس عشر جمادى الأولى من تلك السنة، فلما مات شرعوا فى تجهيزه، وأخرجوه من باب الستارة، وصلّى عليه الخليفة يوسف، وولده الملك المؤيّد أحمد، ثم نزلت جنازته من سلّم المدرج، وتوجّهوا به إلى تربته التى أنشأها فى الصحراء كما تقدّم.
ثم إن السلطان بعث نفقات الأمراء، فحمل للأتابكى خشقدم أربعة آلاف دينار، ولأرباب الوظائف من المقدّمين الألوف، لكل واحد ألفين وخمسمائة دينار،