للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه اختفى منصور الوزير، وتعطّلت لحوم الجند، فثارت المماليك الجلبان بسبب ذلك، ومنعوا الأمراء من الطلوع إلى القلعة، وكادت أن تكون فتنة كبيرة؛ ثم إن السلطان أخلع على سعد الدين فرج بن النحال، وقرّره فى الوزارة، فسكن الاضطراب قليلا.

وفيه هجم الطاعون بالقاهرة، وكثر الموت فى الأطفال والمماليك والعبيد والجوار والغرباء، وصار الأمر يتزايد فى كل يوم. - وفيه توفّى الكاتب المجيد محمد أبو الفتح الأنصارى الشافعى، وكان رئيسا حشما فاضلا، ناب فى القضاء، وكان إمام الأتابكى أحمد بن السلطان، وكان لا بأس به.

وفيه ثارت المماليك الجلبان على زين الدين الأستادار، وضربوه بالدبابيس ضربا مؤلما، حتى كاد أن يهلك، فانقطع فى داره أياما، وقد أظهر العجز عن القيام بالجوامك؛ وصار الطعن عمّال (١)، والمماليك فى غاية الأذى للناس، لم ينتهوا عمّا هم فيه.

وفى جمادى الأولى (٢)، توفّى الأمير يونس العلاى الناصرى، أمير آخور كبير، وكان رئيسا حشما عاقلا، محمود السيرة، جركسى الجنس، خشداش السلطان، هو وإيّاه من تاجر واحد؛ فلما مات قرّر فى الأمير آخورية الكبرى برسباى البجاسى؛ وقرّر فى تقدمته جرباش كرت، أمير مجلس؛ وقرّر فى تقدمة جرباش كرت، جانى بك الظاهرى، نائب جدّة؛ وقرّر فى حجوبية الحجّاب سودون قراقاش، عوضا عن برسباى البجاسى.

وفيه ماتت خوند زينب بنت جرباش الكريمى قاشق، زوجة (٣) الملك الظاهر جقمق، ثم تزوّجت بعده بالقاضى شرف الدين الأنصارى ناظر الجيش، وماتت معه، وكانت مليحة عصرها، وكان مولدها سنة ثلاثين وثمانمائة. - وفيه توفّى يشبك


(١) عمال: كذا فى الأصل.
(٢) جمادى الأولى: جماد الأول.
(٣) زوجة: زوجت.