للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والد الصاحب علاى الدين، وكان مختفيا (١) فقرّر بها والده، فلم ينتج أمره، وعزل عن قريب. - وفيه قرّر تغرى بردى الأشرفى، فى نيابة الكرك. - وفيه أنعم السلطان على ابن بنته الناصرى محمد بن برد بك، بإمرة عشرة.

وفيه خرجت تجريدة إلى الوجه القبلى، وكان باش العسكر برسباى البجاسى، وبرد بك صهر السلطان، وجماعة من الجند. - وفيه توفّى عبد الله الكاشف التركمانى البهنسى، وكان من الظلمة الكبار، شرها فى الأكل، ويحكى عنه فى أمر الأكل العجائب والغرائب، ومات وله من العمر نحوا من ثمانين سنة وزيادة. - وتوفّى أمير التركمان طوغان بن سقلسيز؛ وقرّر بعده ولده فى إمرته.

وفيه توفّى القاضى سعد الدين إبراهيم بن الجيعان، وهو إبراهيم بن عبد الغنى ابن شاكر بن ماجد القبطى الشافعى، ناظر الخزائن الشريفة، وكاتبها، وكان رئيسا حشما، وجيها عند الملوك، ورأى من العزّ والعظمة أمرا عظيما جدّا، وهو الذى أنشأ المدرسة اللطيفة ببولاق بجوار الحجازية، وكان مولده بعد سنة ثلاث عشرة (٢) وثمانمائة، وكان لا بأس به فى بنى الجيعان، وكان له اشتغال بالعلم.

وفيه اختفى المقدّم محمد الأهناسى الوزير، والد الصاحب علاى الدين، ولم يحصل منه السداد فى الوزارة؛ فلما اختفى طلب السلطان منصور بن الصفى القبطى، وقرّره فى الوزارة، عوضا عن محمد الأهناسى بحكم اختفائه. - وفيه كان المولد الشريف بالقلعة، وكان يوما حافلا. - وفيه أخلع على الزينى عبد القادر بن الجيعان، وقرّر فى كتابة الخزانة؛ وقرّر الشرفى يحيى بن شاكر بن الجيعان فى استيفاء الجيش، عوضا عن أبيه برضاه لذلك، وكان الشرفى يحيى خيار بنى الجيعان.

وفى ربيع الآخر، وقع الطاعون ببلبيس والخانكاه، وابتدأ بالقاهرة، وكان ذلك فى قلب الشتاء، فى أثناء شهر طوبة، وذلك بخلاف العادة، فإن الطعن ما يقع إلاّ فى أمشير، فى أوائل فصل الربيع، فكان هذا مخالفا للعادة، ثم تزايد ظهور الطاعون بالقاهرة وضواحيها.


(١) مختفيا: مختفى.
(٢) ثلاث عشرة: ثلاثة عشر.