للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشافعى، وكان من أعيان نوّاب الشافعية، وولى أمانة الحكم، وكان عالما فاضلا، عارفا بصنعة التوقيع، وله نظم جيّد، ومولده سنة سبع وثمانين وسبعمائة، ومن شعره الرقيق قوله:

أقسمت بالله لا بالذاريات ولا … بالعاديات ولا بالفجر والغسق

إنى أحبّك لا أرجو (١) نداك ولا … أخشى أذاك ولا ألقاك بالملق

إلاّ محبّة عبد يرتجى أبدا … أن لا يفارق رؤيا وجهك الطلق

وفى رجب، أدير المحمل على العادة، وساقت (٢) الرمّاحة أحسن سوق، وكان معلّم الرمّاحة جانى بك الظريف، ولكن حصل من المماليك غاية الأذى فى تلك الأيام، من خطف النساء والمرد، وخطف العمائم وغير ذلك. - وفيه تزايد أمر الحريق بالقاهرة، وناذى السلطان بخروج الغرباء من مصر، وكان أشيع بين الناس أن دواسيسا من عند ابن قرمان تفعل ذلك.

وفى شعبان، توفّى القاضى شرف الدين موسى بن يوسف الصفى، ناظر جيش طرابلس، وكان رئيسما حشما. - وتوفّى الشيخ شرف الدين يحيى بن عبد الرحمن العجيسى (٣) المغربى المالكى، وكان من أعيان المالكية، وولى تدريس الفقه للمالكية بالخانقاة الشيخونية.

وفى رمضان، ثار المماليك الجلبان على الأمير قانم التاجر، وهو نازل من القلعة، وأحاطوا به، وضربه بعض المماليك، وما خلص إلاّ بعد جهد كبير، وانقطع بداره مدّة لم يركب، وكان لذلك سبب (٤) يطول شرحه. - وفيه كان وفاء النيل، وقد أوفى (٥) فى خامس عشر مسرى، ونزل المقرّ الشهابى أحمد بن السلطان، وفتح السدّ على العادة.


(١) أرجو: أرجوا.
(٢) وساقت: وساقة.
(٣) العجيسى: العجيبى.
(٤) سبب: سببا.
(٥) أوفى: أوفا.