أمولاى قد آثرتنى متفضّلا … وأهديت دينارا قد استغرق الوصفا
ولكنه قد خاف من سلطانه … ألم تره من خوفه نقص النصفا
وفيه توفّى الشيخ الصالح المسلك المعتقد سيدى مدين، وكان من الأولياء، وللناس فيه اعتقاد. - وفيه توفّى الشيخ شهاب الدين أحمد بن مبارك شاه، وهو أحمد بن محمد بن حسين بن إبراهيم بن سليمان القاهرى الحنفى، وكان عالما فاضلا، شاعرا ماهرا، وله نظم جيّد، وألّف الكتب النفيسة فى الأدبيات وغير ذلك، منهم (١): كتاب يقال له السفينة، وكلّه محاسن وفوائد، ومولده سنة ست وثمانمائة، ومن شعره، وهو قوله مقابلة عشرة بعشرة:
فرع جبين محيّا قامة كفل … صدغ فم وجنات ناظر ثغر
ليل هلال صباح بانة ونقا … آس أقاح شقيق نرجس درر
وفى ربيع الآخر، توفّى جانم الفهلوان الأشرفى، أحد الأمراء العشرات رءوس النوب، وكان رئيسا حشما، شجاعا بطلا، بارعا فى فنون الفروسية. - وفيه حصل للسلطان توعّك فى جسده ثم شفى، فضربت البشائر بالقلعة بسبب ذلك، حتى على أبواب الأمراء. - وفيه توفّى الأمير طوخ من نمراز الناصرى، المعروف ببونى بازق، وكان أصله من مماليك الناصر فرج بن الظاهر برقوق، ومات بطّالا بعد ما كان أمير مجلس، وكان كبر سنّه، وعجز عن الحركة.
وفيه توفّى القاضى شهاب الدين أحمد، المعروف بقرقماس، وهو أحمد بن على بن محمد بن مكّى بن محمد بن عبيد بن عبد الرحيم الأنصارى الدماصى الحنفى، وكان عالما فاضلا، وناب فى القضاء بخطّ بولاق، وكان مولده سنة تسعين وسبعمائة. - وفيه توفّى سودون النوروزى نائب القلعة؛ فلما مات قرّر بعده فى نيابة القلعة كسباى السمين؛ وقرّر جانى بك كوهية، أحد رءوس النوب، عوضا عن كسباى السمين. - وفيه توفّى الناصرى محمد بن لاجين الجندى الحنفى، وكان من أعيان الحنفية.
وفى جمادى الأولى، أخلع على الطواشى مرجان العادلى، وقرّر فى تقدمة