للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السلطان خلعة حافلة، ونزل إلى داره فى موكب حافل، وقدّامه الأمراء، وأرباب الدولة، من المباشرين وغيرها.

وفى رجب [أيضا] (١)، أفرج السلطان عن زين الدين الأستادار، وتسلّمه ناظر الخاص يوسف على مال. - وفيه أدير المحمل على العادة، وساقوا الرمّاحة بحضرة قاصد ملك الروم محمد بن عثمان. - وفيه ماتت ملك باى الجركسية، سرية الملك الأشرف برسباى، أمّ ولده سيدى أحمد، وكان تزوّج بها قرقماس الجلب، وماتت معه، وهو الذى ربّى (٢) سيدى أحمد بن الأشرف برسباى.

وفى شعبان، رسم السلطان بنفى زين الدين الأستادار إلى المدينة المشرّفة، بعد أن أخذ منه عشرة آلاف دينار، فتوجّه من البحر إلى المدينة. - وفيه سافر الخواجا ابن القابونى قاصد ابن عثمان، وخرج صحبته قانى باى اليوسفى المهمندار؛ وكان أشيع موت ابن عثمان قبل خروج القاصد، ثم جاءت الأخبار بأن ابن عثمان قد شفى، وهو فى قيد الحياة، فرسم السلطان بدقّ الكوسات بالقلعة ثلاثة أيام. - وفيه توفّى الأمير أسنباى الجمالى الظاهرى، من مماليك الظاهر جقمق، وكان ولى الدوادارية الثانية، ثم نفى إلى القدس، فمات به، وكان لا بأس به، ليّن الجانب متواضعا، وكان موصوفا بالفروسية.

وفيه جاءت الأخبار بأن الأمير إبراهيم بن قرمان، أمير التركمان، قد زحف على بلاد السلطان، وقد أظهر العصيان، واستولى على طرسوس وأدنه وكولك؛ فلما سمع السلطان ذلك تشوّش لهذا الخبر، وعيّن تجريدة إلى ابن قرمان، وجعل باش العسكر خشقدم الناصرى، أمير سلاح، ومعه جماعة من الأمراء المقدّمين، والطبلخانات، والعشرات، وعيّن من الجند نحوا من أربعمائه مملوك؛ وعيّن سنقر قرق شبق الزردكاش، بأن يتوجّه قبل خروج العسكر، لكشف الأخبار عن ذلك. - وفيه كان وفاء النيل المبارك، وقد أوفى (٣) فى سادس مسرى، ونزل المقرّ الشهابى أحمد بن السلطان، وفتح السدّ على العادة.


(١) [أيضا]: تنقص فى الأصل.
(٢) ربى: ربا.
(٣) أوفى: أوفا.