للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى رمضان، تزايد أذى (١) المماليك الجلبان فى حقّ الناس، وصاروا ينهبوا (٢) حواصل البطيخ الصيفى، وسائر البضائع، حتى امتنع السوقة من البيع، وارتفع سعر كل شئ من المأكول وغير ذلك. - وفيه قبض السلطان على عشرة أنفار من الزغلية، وجدهم يضربون الزغل، فأمر بتوسيطهم أجمعين.

وفى شوال، خرج الحاج من القاهرة على العادة، وكان أمير ركب المحمل قانم التاجر، أحد المقدّمين، وأمير الأول عبد العزيز بن محمد الصغيّر، وكان السلطان قد رضى عليه، وقرّره من جملة الحجّاب بالقاهرة. - وفيه ضرب السلطان خاير بك الوالى بين يديه ضربا مبرحا، لأمر أوجب ذلك.

وفيه حصل للقاضى ناظر الخاص يوسف توعّك (٣) فى جسده، فانقطع عن طلوع القلعة أياما، ثم شفى بعد ذلك وطلع إلى القلعة، فأخلع عليه السلطان كاملية حافلة، ونزل من القلعة فى موكب حافل، وقدّامه أرباب الدولة، وأعيان الناس، فزيّنت له القاهرة من داره إلى القلعة، وقعدت له جوو المغانى على الدكاكين، وتخلّقت الناس بالزعفران، ووقدوا له الشموع على الدكاكين، وكان له يوم مشهود، وفيه يقول الشهاب المنصورى:

يا جوهر الفرد الذى … عن جسمه زال العرض

أجفان من أحببته … تحمّلت عنك المرض

وفى ذى القعدة، توفّى قانى باى الأعمش الناصرى، نائب القلعة، فلما مات قرّر فى نيابة القلعة عوضه سودون النوروزى؛ وأنعم السلطان بإمرة قابى باى الأعمش على ولده الناصرى محمد، وهو أصغر أولاده، وكانت إمرة عشرة. - وفيه قرّر فى نظر الجوالى القاضى زين الدين أبو بكر بن مزهر، وصرف عنها ابن أصل.

وفى ذى الحجة، قدم قاصد جهان شاه، وصحبته هديّة للسلطان، وعلى يده مكاتبة تتضمّن أنّه بعث يشكو (٤) إلى السلطان من حسن بك الطويل، بأنّه جائر عليه،


(١) أذى: أذا.
(٢) ينهبوا: كذا فى الأصل.
(٣) توعك: توعكا.
(٤) يشكو: يشكوا.