للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسبب ذلك أن المماليك طلبوا من السلطان نفقة البيعة، وقالوا إنّ التى (١) قد نفقها السلطان إنما هى نفقة الملك المنصور، ونحن نطلب منه نفقة (٢) ثانية، فبعث يعتذر إليهم بأن الخزائن خالية من الأموال، وهذه النفقة من المصادرات لجماعة من المباشرين، فسكنت الفتنة قليلا، وكانت هذه تعلمة (٣) من المماليك السيفية.

وفى رمضان، جاءت الأخبار بوفاة (٤) جغنوس الناصرى، نائب بيروت. - وفيه اختفى الصاحب أمين الدين بن الهيصم؛ فلما اختفى أخلع السلطان على سعد الدين فرج ابن النحّال كاتب المماليك، وقرّر فى الوزارة، عوضا عن ابن الهيصم، وكان عيّن للوزارة ناظر الخاص يوسف، فاستعفى من ذلك، فقرّر بها سعد الدين فرج؛ وقرّر عوضه فى كتابة المماليك ابن عمّه عبد الرحمن.

وفيه أخلع السلطان على إياس الطويل، وقرّر فى نيابة صفد، عوضا عن بيغوث الناصرى، وكان إياس الطويل أتابك العساكر بطرابلس، وكان خشداش السلطان؛ وقرّر فى أتابكية طرابلس حطط الناصرى، وكان من العشرات بطرابلس؛ وقرّر فى إمرة حطط، جانى بك المحمودى المؤيدى، وكان منفيّا بطرابلس. - وفيه توفّى القاضى عبد الكافى بن الذهبى، كاتب السرّ بدمشق، وكان من أعيان الدماشقة، حسن الخطّ، والعبارة.

وفى شوال، كان العيد يوم الجمعة، وخطب فيه مرّتين، فلهج الكثير من الناس بزوال السلطان، ولم يصحّ ذلك. - وفيه قرّر جانى بك فى نيابة جدّة على عادته. - وفيه خرج الحاج من القاهرة، وكان أمير ركب المحمل جانى بك الظريف، وأمير ركب الأول عبد العزيز بن محمد الصغير، وكان لهما يوم مشهود.

وفيه اختفى زين الدين الأستادار، وكان الأشرف أينال لما استعفى منها جانى بك


(١) التى: الذى.
(٢) نفقة: نفقت.
(٣) تعلمة: كذا فى الأصل، وهو يعنى أن المماليك السيفية علموا مماليك الطوائف الأخرى إثارة الفتنة.
(٤) بوفاة: بوفات.