للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه أنعم السلطان على يرشباى المؤيّدى بإقطاع تغرى بردى القلاوى؛ وقرّر يلباى الأينالى فى إمرة سونجبغا. - وفيه توفّى الشيخ محب الدين أبو القاسم محمد النويرى المالكى، وكان من أعيان علماء المالكية، وكان ذكر للقضاء غير ما مرّة، ولم يتمّ ذلك، ومولده سنة إحدى وثمانمائة.

وفيه قرّر فى تقدمة المماليك الطواشى لؤلؤ (١) الرومى الأشرفى، وصرف عنها مرجان العادلى. - وفيه قرّر فى كشف الوجه القبلى قراجا العمرى، عوضا عن القلاوى. - وفيه توفّى الشيخ عزّ الدين محمد التكرورى المالكى، وكان عالما فاضلا، أديبا بارعا، وكان له خطّ جيّد وشعر رقيق، فمن ذلك قوله، وأجاد:

لما شغفت بناسخ ناديته … فى ميم ثغرك تنشد الأشعار

نادى فلام الخدّ قلت محقّقا … ريحان خدّك ما عليه غبار

وكان مولده سنة إحدى (٢) وتسعين وسبعمائة. - وفيه قدم القاضى محب الدين بن الشحنة إلى القاهرة، من غير طلب، فأراد السلطان أن يردّه إلى حلب، فوعده بمال، فأذن له بالدخول إلى مصر، فدخل على كره من الجمالى ناظر الخاص يوسف. - وفيه توفّى الأمير قانصوه النوروزى، وكان من أعيان الرماة بالنشاب، مشهورا بالفروسيّة بين الأتراك.

وفى جمادى الآخرة، توفّى الأمير دولات باى المحمودى المؤيّدى، أمير دوادار كبير، وكان أصله من مماليك المؤيّد شيخ؛ وكان حجّ فى تلك السنة، فلما عاد قبض عليه الملك المنصور، وبعث به إلى السجن بثغر الإسكندرية، فلما تسلطن الأشرف أينال رسم بالإفراج عنه، فحضر إلى القاهرة، وقرّر فى تقدمة ألف، فأقام مدّة يسيرة وتوفّى؛ وكان أميرا جليلا، عارفا بأحوال المملكة، سيوسا فى أفعاله، ومات وله من العمر نحوا من ستين سنة، وكان منهمكا فى ملاذّ نفسه، يميل إلى شرب الراح، وحبّ الملاح، وهو والد سيدى عمر، وكان لا بأس به. - ولما مات قرّر فى


(١) لؤلؤ: لولوا.
(٢) إحدى: أحد.